13 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا يعلم بأوضاع أوروبا الحالية والمتفاقمة بدءا من الشكاوى من ارتفاع درجة الحرارة لمستويات غير مسبوقة ونهاية بالتضخم المالي والآثار السلبية التي خلفتها سنوات انتشار فيروس كورونا وما زالت تلك الآثار تعايشها أوروبا منذ مرحلة الإغلاقات التي أثرت كثيرا على اقتصادها واستغناء الكثير من المؤسسات والشركات عن عشرات الآلاف من موظفيها حتى بلغت نسبة البطالة على أراضيها ما يفوق حاجة سوق العمل ولذا باتت شعوب أوروبا بالذات في عوز دائم ناهيكم عن مدى حاجة الحكومات لتنشيط عجلة السياحة والاعتماد على مدخولها لسد جزء من نواقصها بالإضافة إلى ما فعلته الحرب الروسية الشعواء على أوكرانيا وهي البلد الذي تعتني به أوروبا رغم ترددها حتى هذه اللحظة من إدخالها حلف النيتو الأوروبي الذي سوف يكون المطلوب منه تسيير جيوشه ومعداته العسكرية للدفاع عن أوكرانيا وإعادة شرعيتها وهذا يتطلب في المقابل استنزاف أموال طائلة لا يمكن لأوروبا اليوم الإيفاء بها في ظل ظروفها الراهنة الصعبة الحالية ولذا بقيت أوكرانيا اليوم وحيدة أمام الدب الروسي وإن تلقت معونات عسكرية ومادية من دول أوروبية والولايات المتحدة لكن ليس بالشكل الذي كانت تأمله كييف فيما لو كانت عضوة في النيتو الذي تسعى كل من فنلندا والسويد اليوم للانضمام له بعد أن لاح خطر الروس لهما وباتا المحطة الثانية بعد أوكرانيا كما يلمح الجانب الروسي بذلك في مناسبات كثيرة. كانت تلك مقدمة سياسية مختصرة تشرح الوضع في أوروبا التي كما قلت تحتاج بشدة لإنعاش السياحة على أراضيها ولذا هي تعلم أنها يمكن أن تستقطب عشرات وربما مئات الآلاف من السائحين الخليجيين والعرب لها ممن يفضلون أوروبا لقضاء صيف (بارد) فيها وإن كان الطقس الحار هذا العام هو ما كان ينتظرهم بمجرد أن وصلوا لجهاتهم المقصودة وهذا ليس بموضوع فقرتي الثانية والتي ترتكز حول (الخليجيات) اللاتي يقضين إجازاتهن الصيفية في أوروبا مثل لندن وباريس وإسبانيا على اختلاف مدنها الساحرة وإيطاليا أيضا فما الذي يدعو الخليجية لأن (تتكشخ كشختها للعرس) وتخرج لتتمشى في الشارع بساعتها الثمينة الرولكس وإكسسواراتها المصنعة ببراندات عالمية غالية وحقيبة بماركة معروفة تحتوي لربما على مبالغ مالية وبطاقات ائتمانية وربما وثائق شخصية رسمية؟! لم هذا (الابتذال) في الخروج والذي يشجع ضعاف النفس من السارقين والنشالين على التربص بهذه وتلك واقتناص الفرصة المناسبة للسرقة والتحسر على ما ضاع والذي لا يعود غالبا؟! فلندن مثلا ليست كما السابق ولا يمكن أن تشعر بالأمان كسائح خليجي فيها وهي حقيقة يعرفها البريطانيون أنفسهم الذين لا يأمنون حوادث السرقة التي تحدث لهم أو لغيرهم فكيف بامرأة أو رجل خليجي تظهر عليه أو عليها علامات الثراء ملغما بكل مظاهر الغنى يمشي في الشارع نهارا أو ليلا؟! فكل ما كان من الخليجيين سابقا لا سيما النساء في السفر يجب أن يتوقف، فوالله صدمت في إحدى سفراتي الماضية قبل فترة كورونا مباشرة بفتاة خليجية تتمشى في أحد شوارع إيطاليا التاريخية وهي مرتدية عقدا طويلا من شانيل وحقيبة إرمز وساعة رولكس وحذاء ذا عنق طويل من ديور وتتمشى وكأنها تدعو الجميع لسرقتها ناهيكم عن قصدها في لفت الأنظار لها فلم هذا التكلف وتلك المظاهر الفارغة وإثارة التعليقات حول غباء هؤلاء ورؤيتهم على أنهم مجرد واجهة براندات تسير بينهم بتصنع و(فشخرة) لا تمثل ملايين الخليجيين والعرب في الواقع؟! اعقلوا قليلا وما بخزائنكم أبقوه داخلها وحاولوا أن تكونوا على طبيعتكم فالوضع اليوم في العالم بأسره ليس كما السابق ونحن بحاجة لنكون خير سفراء لبلادنا ولكن دون مظاهر كذابة ! [email protected] @ebtesam777