27 أكتوبر 2025

تسجيل

عبدالعزيز ناصر اسم قطري سيخلده التاريخ

25 يوليو 2016

بعد خمسين عاما من العطاء رحل ملحن النشيد الوطني القطري الموسيقار الكبير عبدالعزيز ناصر عن عالمنا، تاركا إرثا فنيا ضخما، وبفقدانه فقدت الساحة الثقافية والفنية القطرية واحداً من أهم مبدعيها، ومنذ إعلان رحيله الجمعة الماضي، توالت الأقلام تملأ صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي اعترافاً بإبداعاته وحزناً على فقده، من محبيه ومريديه وزملاء المشوار ومن كل متذوقي موسيقاه الراقية، خاصة اولئك الذين عاصروه مع فرقة الأضواء التي اسسها عام 1966 وزملاؤه في مراقبة الموسيقى والغناء التي اسسها بإذاعة قطر عام 1968، لتصبح نواة تكوين أساس المراقبة. لزاما علينا ان نعترف بإسهامات هذا الفنان القدير الذي خلد اسمه على قائمة الاسماء البارزة التي خدمت وطنها وأمتها في مجال يصعب التكرار فيه، ويكفيه فخرا ان يحفظ في سجله دوره الريادي في حفظ التراث القطري وتسجيله باقة من الاغنيات التراثية وحفظها من الاندثار، وقدم خلالها أعمالاً غنائية استوحاها من ذلك التراث.ومن بين أهم ما أسعد به وجدان وقلوب الشعب القطري تلحينه للعديد من الأناشيد والاغاني الوطنية أشهرها اغنية "الله يا عمري قطر" التي تتكرر في كل المناسبات السعيدة، الا ان "النشيد الوطني" يبقى الابرز في مسيرته بدعم وتشجيع من حكومتنا الرشيدة اعترافا بإبداعه ونبوغه المتميز.ينطلق النشيد الوطني يوميا من حناجر ومشاعر ابنائنا طلبة مدارس قطر، ليسجل به قمة الإبداع ويظل نقطة ساطعة في مسيرته التي توج بها إنجازاته طوال مسيرته الفنية، وليكون هذا النشيد مصدر فخرنا وعزتنا وحماسنا عندما يعزف في كل المناسبات الرسمية وفي المحافل العالمية.تابع المسئولون من اعلى الجهات نبوغه وتطوره المتميز في الموسيقى والغناء، ولاحظوا تدرجه المتطور في بروز الاغنية القطرية وانتقالها الى خارج حدود الوطن، لتحجز الاغنية القطرية مكانها على الساحة الخليجية والعربية، وعلى اثر ذلك كرمته الدولة باهدائه جائزة الدولة التقديرية في مجال الموسيقى عام 2006، ثم توالت الاوسمة والجوائز والشهادات، ومن الجوائز التي يجب ان تذكر حصوله على العديد من الأوسمة، منها وسام التكريم من قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة العمانية مسقط عام 1989، ومن مهرجان الخليج السابع للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بمملكة البحرين عام 2001.ومن استحقاقاته حيازته وسام التكريم من معهد حلب للموسيقى بسوريا عام 2002، والمهرجان العاشر للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بجمهورية مصر العربية عام 2004، ووسام التكريم من المجمع العربي للموسيقى عام 2013، بالاضافة الى تكريمه من المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" تقديرا لدوره ومشواره الفني في إثراء مكتبة الموسيقى القطرية بعدد وفير من أعماله الفنية.في هذه اللحظة الحزينة والمؤلمه لرحيل الفنان الموسيقار القطري عبدالعزيز ناصر يقف الجميع صفا واحدا خلف ميراثه الفني الراقي، اعترافا بمسيرته العزيزة وصدق مشاعره المرهفة ومواقفه الانسانية الراقية، ودعمه اللامحدود للجيل الجديد والذكرى الجميلة التي تحلى بها طوال مسيرته، ويتمنون ان تجعل الدولة من رحيله مناسبة لتخليد ذكراه بإطلاق اسمه على احد شوارع الدوحة، وليكن احد شوارع الجسرة التي تربى وترعرع فيها واستمد ابداعاته من "سكيكها" ودهاليزها.انها دعوة وأمنية من محبيه الى قيادتنا الرشيدة نطلقها بصوت واحد بأن موسيقار قطر الراحل يستحق هذا التكريم بعد نهاية حياة حافلة قدم فيها عصارة فكره وإبداعه من اجل بلده الحبيبة قطر. وسلامتكم..