12 سبتمبر 2025
تسجيل◄ شاب مستقيم الحال يؤدي ما فرضه الله عليه من صلاةٍ وصيام وغيرهما ولكنه يحب فتاة حباً شريفاً لم يتعلق به ذرة من غبار العار ولا شائبة من شوائب الدناءة ويحب أن يراها كثيراً فهل يحرم نظره لها في هذه الحالة أو لا؟؟ أفيدونا ولكم الفضل.► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد، هذه العلاقة يحبها الشيطان، وأنه لا يوجد شيء اسمه علاقة حب شريف بين رجل وامرأة، لقد أضحى الحب استعارة لمطالب سيئة ونوايا خبيثة عكست صورا فاضحة وقصصا صامتة لا رحمة فيها ولا حشمة؟؟ ما حديث الحب العذري الشريف بين شاب وفتاة إلا شهوة لم تقض، ورغبة لم تتحقق وما دون ذلك وهم وضلال وكذلك تدليس على النفس وما هذا إلا صورة من صور الرغبة في الاتصال الجنسي لم تجد طريقها إلى التنفيذ، إنها غريزة النوع فلا يرويها إلا ما يتم به، هذه حقيقة ومن أنكرها وجد الرد عليه داخل نفسه، ففي كل نفس الدليل على أنها حقيقة لا سبيل إلى إنكارها، و "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه البخاري، فالحب العذري الذي يزعمون جوع جنسي، فهل يصدق الجائع إذا حلف بأغلظ الأيمان أنه لا يريد من المائدة الشهية إلا أن ينظر إليها، ويشم ريحها من على البعد فقط، كي ينظم في وصفها الأشعار ويصوغ القوافي. وتزعم أنك تُحبها وفى الحقيقة أنك ما كنت تحب إلا نفسك وكل ما في الأمر أنك رأيت في هذه الفتاة السبيل إلى إرضاء نفسك فأنت كاذب خادع ولص قاتل، توشك أن تنقض على فريستك، ولو كنت صادقا فى صلواتك وصيامك لأغلقت هذا الباب من أبواب إبليس، وتأبيت على هذا الشَرَك من شِراكه فمعظم النار من مستصغر الشرر، وإِنَّمَا كَانَت فتْنَة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام من النظر وأنشدوا شعراً وقديما قيل كل الْحَوَادِث مبدؤها من النظر ثم تكون نظرة، ثم تكون خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة.والحكمة فى ذلك: أن فى غض البصر سدا لباب الشر، ومنعا لارتكاب المآثم والذنوب، ولله در أحمد شوقى حيث يقول:نظرة فابتسامة فسلام... فكلام فموعد فلقاءوَكَانَ يُقَال النظر بريد الزِّنَا وَفِي الحَدِيث النظر سهم مَسْمُوم من سِهَام إِبْلِيس فَمن تَركه لله أورث الله قلبه حلاوة عبَادَة يجدهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةفالاختلاء بها والنظر إليها حرام قطعاً في هذه الحالة لأن صغار الأمور تجر إلى كبارها والنظر بريد الزنا أعاذنا الله والمسلمين منهألا إنّما العينانِ للقلبِ رَائدٌ... فما تألفُ العينانِ فالقلبُ يألفُيحبُّ ويُدْنِى من يقلُّ خلافُهُ... وليس بمحبوبٍ حبيبٌ مخالفُوالشيطان إنما يتسلط على ابن آدم، وينال منه غرضه: من أبواب أربعة (فضول النظر والكلام والطعام، ومخالطة الناس) فى مقدمتها فضول النظر فإنه يدعو إلى الاستحسان، ووقوع صورة المنظور إليه في القلب، والاشتغال به، والفكرة في الظفر به.فمبدأ الفتنة من فضول النظر ولهذا قال تعالى:" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غضّ بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه»،ففضول النظر أصل البلاء. واللَّحَظَاتُهِيَ رَائِدُ الشَّهْوَةِ وَرَسُولُهَا، وَحِفْظُهَا أَصْلُ حِفْظِ الْفَرْجِ، فَمَنْ أَطْلَقَ بَصَرَهُ أَوْرَدَ نَفْسَهُ مَوَارِدَ الْمُهْلِكَاتِ.وَقَالَ النَّبِيُّ — صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ —: «لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْأُخْرَى».وَالنَّظَرُ أَصْلُ عَامَّةِ الْحَوَادِثِ الَّتِي تُصِيبُ الْإِنْسَانَ، فَالنَّظْرَةُ تُوَلِّدُ خَطْرَةً، ثُمَّ تُوَلِّدُ الْخَطْرَةُ فِكْرَةً.ثُمَّ تُوَلِّدُ الْفِكْرَةُ شَهْوَةً، ثُمَّ تُوَلِّدُ الشَّهْوَةُ إِرَادَةً، ثُمَّ تَقْوَى فَتَصِيرُ عَزِيمَةً جَازِمَةً، فَيَقَعُ الْفِعْلُ وَلَا بُدَّ، مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْهُ مَانِعٌ، وَفِي هَذَا قِيلَ: الصَّبْرُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى أَلَمِ مَا بَعْدَهُ.وزعمك أنك تُحبها حباً شريفاً لم يتعلق به ذرة من غبار العار ولا شائبة من شوائب الدناءة وتُحب أن تراها كثيراً هذا مدخل من مداخل إبليس.ثم أين ما تقول من صلاتك وأين صيامك؟؟ إن الصلاة إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثر ذلك كله. فليكف هذا الشاب عن هذا وليبتعد عما يزينه له شيطان الهوى وسكر الشباب وليتبع طريق الشرع الشريف الآمر بغض البصر، وحفظ الفرج وذلك بقصد إعفاف النفس، وتحصينها، والله اعلم.◄ رضعت بنت خاله من أمه مع أخيه◄ لي بنت خال أريد أن أتزوج بها لأدبها وحسبها ونسبها ولكنها رضعت من والدتي مع أخي الصغير عني بثلاث سنوات فهل تحل لي أو لا؟► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعدأولا: ابنة خالك هذه يحرم عليك الزواج منها لأنها بإرضاع أمك لها صارت أختًا لك من الرضاعة، نزل عنك أخوك — الذي رضعت معه — فى السن أم علا، فلا أثر لذلك ولا اعتبار فى الحكم، فقد صارت أختا لكم جميعا من الرضاعة — فكل من ارتضع من هذا الثدي — فِي مُدَّةِ الرَّضَاعِ — فهم إخوة من الرضاعة — تزامن الإرضاع مع أحد منكم أو تقدم أو تأخر فلا عبرة باختلاف زمن الإرضاع بينكم وهذا ضابط عام — " كل من ارتضع من ثدى واحد فهم إخوة من الرضاع" والأدلة التى تم استقاء الحكم منهافى القرآن الكريم: فى المحرمات من النساء: نسبا أو صهرا أو رضاعة جاء فى القرآن الكريم قوله تعالى:" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا.ومن السنة النبوية المطهرة فى الحديث الصحيح:" إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنَ الوِلاَدَةِ» وعند مسلم " يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ».وفي الصحيح أيضا: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها —، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ" لم يتعرض السؤال فى صياغته لمقدار الرضاعة، ولكنه من الأهمية بمكان، فما لم تبلغ مرات الإرضاع العدد الوارد فى الحديث الصحيح خمس مرات مشبعات فلا أثر لذلك فى التحريم.ففى الصحيح عن عَائِشَةَ رضي الله عنها — قالت: لا يُحرِّم دون خمس رضعات معلومات".والله أعلم".