16 سبتمبر 2025

تسجيل

مشاركة سورية تحت النار

25 يوليو 2012

في وسط ظروف غاية في الصعوبة تعيشها سورية في هذه الأيام و التي عرفت اندلاع ثورة الكرامة يوم 15 مارس من العام الماضي و ما تبعه من وحشية النظام السوري الذي سفك الدماء و أباح المحرمات و دمر البيوت فوق رؤوس سكانها ودمار للمدن السورية بالإضافة إلى نزوح المئات من الآلاف إن لم يصل إلى الملايين و هجرتهم من بيوتهم داخل و خارج الأراضي السورية، ستدخل الرياضة السورية مشاركتها الثانية عشر في تاريخ الأولمبياد في العاصمة البريطانية لندن والأحزان تلف على المشاركة السورية حيث سيتوجه عشرة لاعبين إلى عاصمة الضباب للمشاركة في سبعة ألعاب و هي رفع الأثقال ، ألعاب القوى ، السباحة ، الفروسية ، الملاكمة ، الرماية و الدرجات الهوائية . فعلى صعيد تاريخ الرياضة السورية ، شاركت سورية 11 مرة سابقا في الأولمبياد حيث كانت أول مشاركة سورية عام 1948 في لندن حينما اعتبر الغطاس السوري زهير شوربكي أول رياضي في تاريخ بلاده يشارك في الأولمبياد لتتغيب بعد ذلك سوريا عن الأولمبياد لمدة 20 عاما قبل العودة مجددا عام 1968 في النسخة التاسعة عشرة للأولمبياد التي أقيمت في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي ، وطوال تاريخ المشاركة السورية في الأولمبياد لم يزد عدد الألعاب التي شاركوا فيها عن خمسة ألعاب وكانت المشاركة مقتصرة على الألعاب الفردية كالغطس، المصارعة الحرة ، الرماية ، الملاكمة ، الجودو ، السباحة وغيرها من الألعاب الفردية فيما كانت أولمبياد موسكو عام 1980 هي الاستثناء الوحيد حينما شارك فيها السوريون بـ 67 لاعبا وشاهدت مشاركة منتخب كرة القدم فيها واعتبرت وقتها كل من هالة المغربي وضياء توتنجي أول امرأتين سوريتين تشاركن في تاريخ الأولمبياد. على صعيد الميداليات، تفتخر سوريا بأنها حصدت عبر تاريخها الطويل ثلاث ميداليات ملونة كانت الأولى فضية عبر المصارع جوزيف عطية في أولمبياد لوس أنجلس عام 1984 لتأتي بعد ذلك الغزالة السورية وبطلة مسابقة السباعي غادة شعاع لتأتي بالذهب الأول بتاريخ بلدها في أولمبياد أطلنطا عام 1996 قبل أن يحقق الملاكم ناصر الشامي الميدالية البرونزية لسوريا في أولمبياد أثينا عام 2004 بعد إزاحته لكل من النيجيري إيزون ريتاي والأذربيجاني ألاك باروف في طريق الوصول إلى النصف النهائي والاكتفاء بالبرونز بعد الخسارة أمام البطل الكوبي سوليس. ويعتبر ناصر الشامي بمثابة الرمز لمعاناة الرياضة السورية حيث بعد إنجازه العالمي أصيب اللاعب مؤخرا في الثورة الشعبية من قبل قوات الأسد المجرمة والتي أصابته بالإعاقة الجسدية.. الرياضيون السوريون الذين سيتواجدون في لندن ربما أو من دون شك سيتجه تفكيرهم وذهنهم إلى أهلهم وأحبائهم الذين تركوهم خلفهم في سوريا على أمل رسم بسمة تحت الآلام والجروح الكبيرة متأملين بأن تكون الأولمبياد القادمة في ريو دي جينيرو عام 2016 أفضل لبلدهم مع رفع العلم الحقيقي السوري وهو علم الاستقلال ونسيان المشاركة السورية التي حدثت تحت النار قبلها بأربع سنوات.