17 سبتمبر 2025
تسجيلالحمد لله الذي بلغ الكثير منا رحلة الحج أداء الفريضة وتيسرت الأمور لذلك، وتهيأ الكثير للالتحاق بمواكب الحجيج، وبعد غد سوف يقف هؤلاء على جبل عرفة حيث تبدأ ألسنة الحجيج بلهج الدعوات التي يأملون أن يتقبلها رب العالمين الذي يتجلى الله في سماء الدنيا، حيث يقول رسولنا الكريم ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم ) نعم إنه يوم عظيم يوم يتسابق الحجيج إلى الإكثار من الدعاء تنهمر دموعهم رجاء وخوفا طالبين المغفرة والرحمة، في هذا اليوم يجب الاكثار من الدعاء والاخلاص فيه وبقضائه بقراءة القرآن والصيام. ويجب ألا تشغلنا اهتماماتنا الدنيوية من التحضير ليوم العيد والتسابق لمحلات الحلوى والمجمعات لشراء المستلزمات الخاصة به، بل نكون قد جهزنا كل هذا من قبل ونخصص هذا اليوم لما هو في صالح آخرتنا وديننا، وتهيئ أبناءنا ونشرح لهم أهمية هذا اليوم ومعنى عيد النحر ولماذا تذبح الخراف في يوم العيد، حيث تترسخ معاني ذلك في أذهانهم بعيدا عن كلام مدعي حماية الحيوانات الذي يبدأ في الانتشار في هذا اليوم بالذات ؟! والعيد فرحة وجائزة يعطيها رب العالمين للحجاج الذين جاءوا إليه يرجونه المغفرة والتوبة، اذا لا بد أن نفرح ونسعد من حولنا ونبعد عنا الحزن الذي يعتمل في النفوس لرحيل الكثير من أحبابنا واختيار الله عز وجل لهم ليكون في مكان أفضل من هذه الدنيا، ونستثمر أيام العيد بالدعاء لهم والتصدق عنهم وزيارة أصدقائهم ووصل أحبابهم، فهذا الرحيل لم يختاروه ولم نختاره بل اختاره رب العالمين الذي يختار من يحبهم وهم في ريعان شبابهم بعيدا عن منغصات وشهوات الدنيا. إذا لنجعل أيام العيد فرحة ويفرح به أطفالنا وأطفال جيراننا وأقاربنا، وندخل البهجة على من حولنا وعساه أن يكون عيدا سعيدا للجميع وحجا مبرورا للحجاج والله يتقبل منهم أداء فريضتهم، ويتقبل دعوات عباده الذين يرجون رحمته وغفرانه، وكل عام وأنتم بخير.