17 سبتمبر 2025

تسجيل

فساد الأخلاق

25 يونيو 2020

* بقدر ما يحمله مفهوم التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي من كآبة وضيق وملل، وشوق للقاء الأحبة من أهل وأصحاب، والعودة للحياة الطبيعية والعمل، وتنظيم ساعات اليوم والإنتاج وكل ما كنا خلاله من نِعم عظيمة لم نكن لندرك قيمتها ونعمتها إلا بوجود الكورونا وما أجبرت به العالم من احترازات وتباعد وايقاف لعجلة الحياة والانتاج واللقاء. * بقدر ما حقق هذا التباعد والحجر المنزلي للبعض الانتشار العالمي والشهرة، والمكاسب المادية والمعنوية عبر متنفس التواصل الاجتماعي الإنستجرام والسناب شات وغيرها من وسائل شهرة وتواصل حتى لم يتبق اسم في برنامج السناب شات إلا قامت شركة سناب شات بتوثيق حساباتهم. والغريب أن الأغلبية لا مضمون ولا قيم ولا ثقافة ولا معنى للقدوة يقدمونه! بقدر ما هو مكان لتحقيق الأنا وتحقيق الربح السريع وتحقيق الشهرة عبر مضمون ركيك وتافه يصل لتغيير القيم الأخلاقية والسلوكية الكاذبة للأسف. * كيف لنا أن نعيد مفهوم القدوة السليمة والصحيحة ؟ كيف لنا أن نعيد انتشار معاني الأخلاق والصدق والأمانة في كل تعاملاتنا وقولنا وفيما يقدم من اعلانات وتمثيل زائف في وسائل التواصل الاجتماعي جعل الغشاوة تعمي العقول والعيون عن كشفها ؟. * للأسف نعيش زمنا مقلوبا أصبح الخطأ فيه هو الصواب، والصواب هو الخطأ، لشيوع انتشار الخطأ والغلط وسييء الأخلاق!. * لم يتبق فساد أخلاقي وسلوكي وشكلي إلا تسابقوا لعرضه ونشره، وعند تقديم التعليق والتوجيه تتسابق الأصابع لطباعة كلمات رد أقل ما يقال عنها قلّة تربية وأدب وجهل، حتى أصبح سعي البعض من العلماء والاساتذة والمشايخ في سعيهم لاقناع البعض بوجوب اتباع الواجب وتصحيح المفاهيم المغلوطة من العبادات والملبس والاخلاق في ظل انتشار الفتن والفساد الفكري والأخلاقي، وكأن الفساد هو الصواب في سعيهم واقناعهم ووعظهم بكم السيطرة الفكرية الخاطئة المسيطرة عليهم !. * لم نكن نتخيل يوما بأن تظهر مثل هذه المناظر والسلوكيات علنا، ولكن للأسف هناك ضعاف العقول والنفوس ومن استطاع السيطرة عليهم عبر اعلانات وصور متكررة وعبر نشر مفاهيم الحرية الشخصية وحرية الأنثى والمطالبة بمساواتها بالرجل، مفاهيم تُغذى وتتكرر عبر من يدعون بأنهم نشطاء الحرية وتحرير الأنثى من عبودية الأسرة ليجعلوها كرة سهل اللعب بها وتحريكها بتسهيل هروبها وتمردها، تحت ظل غسيل مخ مُورس عليها من تعرضها لتعنيف وتنمر وغيره لا يعدو خيالا أو تربية صحيحة إلا أنهم زينوا لها عكس ذلك لتخرج وتهرب الأنثى التي هي أساس قوام الأسرة والتربية، نحزن ونتألم لما نشاهد وما يكتب وما يجعل البعض للاسف قدوة مريضة وخاطئة للبعض في ظل انتشار هذا الفساد والعقليات السامة بأفكارها التي تزرع بطريقة خبيئة ومدروسة من البعض. * آخر جرة قلم: رغم ما يعيشه العالم والدول والمجتمعات في ظل جائحة كورونا، إلا أننا على يقين وثقة بأن هذه الجائحة ساهمت وستساهم في إعادة ترتيب الأمور والأولويات والعقول، وفي إعادة الأمور لنصابها ومكانها، وستعيد الدور المهم والأساسي للأسرة وللتربية التي غابت للأسف.. ونأمل أن تعود لدورها من قبل أولياء الأمور. مهم احترام الوقت والمكان والأسرة ورأي الوالدين ورقابتهما دون ترك الأمور والعلاقات للأبناء سائبة وعلى الغارب ليخلو ويحلو لهم فعل ما يشاءون في ظل انتشار الفساد الأخلاقي والبصري في وسائل التواصل الاجتماعي.. وفي ظل اتباع قدوات هشة وركيكة الأخلاق ! غياب الرادع الذاتي يتطلب وجود الرادع الإيماني والخارجي ليعيد بعض العقول لصوابها وجادتها. [email protected]