27 أكتوبر 2025
تسجيلالعيد فرحة وأجمل فرحة ونحن أبناء الخليج نعيش فرحة ناقصة هذا العام لأول مرة في تاريخنا، حيث تقطعت أوصال شعوبنا، فلم نشاهد السعودي ولا البحريني ولا الإماراتي يجول في شوارعنا ويشاركنا مراسم فرحة العيد التي خفتت وتلاشت بقرارات سياسية مفروضة علينا هذا العام، كما حرمنا نحن القطريين من زيارات الأهل والأقارب والأحباب في هذه الدول الثلاث التي جُبلنا على شد الرحال إليها في أي اجازة سعيدة تمنح لنا في المناسبات السعيدة. لعن الله السياسة التي قطعت الأوصال وأصبح الترقب والخوف سمة هذا الوضع الجديد والغريب على أبناء الخليج، وكأن الذي حدث لا يهتم بمراعاة مشاعر الناس وعلاقاتهم الاجتماعية المتشابكة، بل وأصبحت عوامل اللغة والدين والمصير المشترك كأنها شعارات جوفاء لا معنى لها في أجواء الشحن المزعج الذي نعيشه، التي بسببها انطفأت جذوة الفرحة والمشاركة الوجدانية في مناسبة عيد الفطر المبارك، ولا نعرف كيف نردد مقولة //أعاده الله علينا وعليكم بالأمن والسؤدد// إذا كان الأمن أصبح رقيبا على أبناء الشعب الواحد. بعد قيام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى /حفظه الله/ بتهنئة خادم الحرمين الشريفين بتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولاية عهد المملكة العربية السعودية، تعشمت الشعوب الخليجية حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية الراهنة وأن تكون مبادرة سموه المحمودة محل تقدير عند الأشقاء، وأن يكون العيد عيدين، بعد أن أمضى الشعب الخليجي والعربي رمضانهم في شد وجذب وأجواء مشحونة أشغلتهم عن العبادة والتضرع لله في هذا الشهر الفضيل. للأسف الشديد، خابت آمال الشعوب الخليجية ولم تجدِ التهدئة في تذويب ما أفسدته السياسة، فتمادت دول الحصار وفوجئنا بها تقدم مطالب غير واقعية وغير متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ وصبت كل همها في استهداف سيادة قطر والنيل منها، ووفق بيان مكتب الاتصال الحكومي أوضح فيه مديره الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني في تصريحه الأخير أن طلبات دول الحصار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام "تؤكد من جديد ما ذكرته دولة قطر منذ بدء الأزمة بأن الحصار ليس لمحاربة الإرهاب، بل للحد من سيادة دولة قطر والتدخل في سياستها الخارجية". مع كل ذلك سايرت حكومتنا الرشيدة هذا التعنت الثلاثي وسلمت بأن هناك نية صادقة لدراسة الطلبات للرد عليها، وهذا ما تعودناه من دبلوماسية قطر العالية التي أدارت الأزمة بكل حكمة وحنكة سياسية دون انفعال ووضعت نصب عينيها كل التقدير لمساعي الصلح التي تقدمت بها دولة الكويت الشقيقة لتجاوز الأزمة، ولكن من المستبعد أن توافق قطر على هذه الشروط، بل نرفض نحن الشعب القطري الإذعان لهذه الإملاءات المسيئة لقطر ولشعبها وحكومتها. دول الحصار أثبتوا أمام المجتمع الدولي تخبطهم وتضارب سياساتهم وخلوها من المبادئ العالمية التي قامت عليها الأمم المتحدة منذ تأسيسها بعد خراب الحرب العالمية الثانية، فانكفأت دول الحصار على مصالح عروشها على حساب الحرية والكرامة والإصلاح والعيش الكريم لشعوبها ولمحيطها العربي والإقليمي، وها هي تواجه المجتمع الدولي بمطالب وضع لائحة منطقية وواقعية ومتوازنة لتثبت حجتها في اتهام قطر. المطالب الخليجية أعادت الأزمة إلى مربعها الأول، وهي خطوة تصعيدية متهورة وغير ناضجة تضر بمجلس التعاون الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد هذه المطالب، وتضر بدول الحصار بشكل خاص منفردة ومجتمعة. وسلامتكم [email protected]