23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مابين الواقع والخيال، عاش المجتمع الخليجي وسط ارهاصات سياسية ليس له دخل بها، وما بين الصدق والكذب دارت المحاور الإعلامية بكل وسائلها.. وما بين الغدر والمراوغة تمحور الفكر الخليجي. إنه يوم الخامس من يونيو الجاري، الذي لا ينسى، فيه تم فرض الحصار الخليجي الثلاثي العدواني على دولة قطر بغتة بلا ذنب ولا خطيئة ليلامس واقعا مجتمعيا آمنا ومسالما، ويجرف معه كل معاني الأخوة والوحدة والنسب في تيار الفكر الاستبدادي الذي يرى وطنه وشعبه بمنظار المصلحة الخاصة دون التفكير في العواقب، ويرمي بها في مزبلة التاريخ الخليجي الأسود لتقلب صفحاته الأجيال القادمة، وتبقى المطالب الورقية الحمقاء التى أفرزها هذا الفكر بصمة عار تلوث خليجنا العربي، لأنها بعيدة عن القيم والأخلاق والواقع. .... لذلك كان الخيال، كيف يغدر أخ بأخيه؟!! كيف يطوق الفكر عن التعبير في زمن التكنولوجيا والحريّة الإعلامية؟!! كيف التباهي بإقامة المشاريع وناطحات السحاب والتسابق الزمني في إنشائها للحصول على الأفضلية في تغييب وتعتيم الرأي الآخر ومحاسبته وعقابه بالسجن والغرامة؟!! كيف ودولة فيها وزارة للسعادة، ومعهد دولي للتسامح وتشجيع الحوار لا تدرك كيفية تطبيقهما في سياستها؟! فهل السعادة في تضييق الخناق على الأخ والجار، والتفريق بين الأسر وأبنائها؟!! وهل تعني السعادة والتسامح تصعيد إجراءات الحصار وفرض مطالب غير عقلانية لتؤكد الافلاس والفشل؟!! وكيف بمملكة تتمركز على أراضيها قبلة المسلمين والمسجد النبوي تشهر سيف المقاطعة في نسيج الأخوة والمصاهرة والرحم وفي شهر رمضان الفضيل ويفتح شيوخ سلطتها من منابرهم النار على أخ شقيق بالقذف وتأييد الحصار دون مراعاة حرمة شهر رمضان، لتبدأ الحرب النفسية والإعلامية في الاشتعال وتشق طريقها بين شعوب دول الخليج العربي، وتتحول الأزمة من أزمة سياسية الى أزمة أخلاقية، ولم يبق معها رصيد من القيم والأخلاقيات الدينية التي حولتها السياسة العوجاء إلى شعارات زائفة. ...... لذلك جاء الاستنكار العربي والدولي حكومات وشعوبا على الحصار الثلاثي لدولة قطر، ومعه صدحت مزامير الاعلام المنافق وفرقعات ألسنة المراوغين الذين لايسمعون إلا صوتا واحدا يبث من مواقع وقنوات وصحف دول الحصار وحجب الاستماع للرأي الآخر، فاتضحت الصورة أمام الرأي العام بأن هناك أبعادا أخرى هادفة لفرض الحصار الجائر على دولة قطر، فالمطالب التعجيزية والركيكة ليست هي الهدف كما ذكر المحللون السياسيون وإلا لما كانت بهذا الهزال والضعف ولا تقنع حتى رجل الشارع، إذا كانت مطالبهم لوقف النجاحات القطرية في المقابل أبواقهم الإعلامية ما فتأت في النيل من قطر بالإدعاءات الكاذبة، فمن العدالة المطالبة باغلاق القنوات المسيئة لدولة قطر كالعربية، وسكاي نيوز العربية على سبيل الحصر لتتوازى مع مطالبهم.. وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، فقطر من أقل الدول خليجيا التي لها علاقات تجارية واقتصادية مع إيران، في المقابل فإن دولة مثل الإمارات أكبر شريك اقتصادي لإيران،فهل ستقطع جميع دول مجلس التعاون علاقتها مع إيران دبلوماسيا أو تخفف التمثيل الدبلوماسي؟ أما الوجود العسكري التركي فإنها اتفاقيات بين دولتين مستقلتين وقرار سياسي سيادي، بينما هناك وجود عسكري فرنسي في دولة الإمارات، ووجود قوات المارينز الأمريكية في البحرين، لماذا لم تطالب أي دولة من المجلس بانهاء وجودهما. ولابد أن لا تنسى دول الحصار وساطة دولة قطر بين تركيا والإمارات حين اتهمت بالمساعدة في لانقلاب التركي.. ولا تنسى ما صرح به وزير خارجية البحرين بأهمية وجود القواعد التركية لأمن المنطقة.. ولا تنسى تدخل قطر في تقريب وجهات النظر بين تركيا والسعودية بعد الانقلاب العسكري في مصر، فما الذي حدث الآن حتى تتهم دولة قطر بالإرهاب وتحارب وكأنها عدو. .... عذرا يارمضان طويت صفحتك الكريمة وودعناك بقلوب مجروحة لسنا لأننا حوصرنا فقط، بل لاننا لم نؤد واجبنا تجاهك كما أمرنا الله وكما جاء على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" انشغلنا عنك بما فرض علينا وبما لم نتوقعه من أشقائنا، ولكن سنحتفل بالعيد وسنلبس الجديد لاحياء السنة النبوية، وسنبارك أولا لوطننا "قطر" الذي صمد في وجه الحصار، ثم لأميرنا الشيخ تميم حفظه الله لحنكته ودماثة خلقه فمنذ بداية الحصار لم يشعرنا بالحصار، ثم للشعب القطري ووقوفه صفا واحدا بكل متانة. مع حاكمه واصراره على عدم التخاذل والتبعية، فانصهرت كل أشكال القبلية والعصبية المذهبية والجنسية لتجمعهم كلمة "لا للتخاذل ولا للتبعية وكلنا تميم المجد" ثم للسياسة القطرية الواعية التي حاصرت المحاصرين، وخذلتهم ليخرجوا بمطالب اخترقت القوانين والقرارات السيادية والقيم والإنسانية. .... جعل الله هذا العيد. خيرا علينا. وعلى الشعوب الخليجية، ومن علينا من فضله ورحمته من التآزر والتلاحم تحت إطار وحدة خليجية مشتركة، ولا نقول إلا كما قال سبحانه في كتابه: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" ولا ننسى كذلك قوله "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".؟ وكل عام والجميع بخير. [email protected]