11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل تظنون أن تسريبات التعذيب الوحشي للمعتقلين السنة في سجن روميّة بلبنان أتى خارج السياق مثلا؟!التعذيب لم يكن بالأمس، ومع قِدمه شاهدنا آثار الضرب الهمجي على أجساد المعتقلين السنّة، ما يعني أن التعذيب ليس وليد اليوم.ما شاهدناه هذه المرّة، لم يكن في سجون المالكي ولا العبادي في العراق، ولم يكن في سجون بشار وشبيحته ومرتزقة إيران في سوريا.ما شاهدناه لم يختلف كثيرا عما تفعله قوات الحشد الشيعي "جحش" ضد أهالي تكريت والرمادي من تعذيب وحرق وضرب حتى الموت!آثار السياط الملتهبة على أجساد أهل السنة في سجن روميّة، لم تختلف كثيرا عن مثيلاتها في سجون بشار وسجون المالكي والعبادي.بالضبط كما لم يكن اغتصاب السوريات يختلف عن اغتصاب العراقيات في السجون. الفلسفة والمدرسة والممارسة واحدة، تعلموها من أسيادهم الذين تمّموا صبغ تاريخهم بالسواد بما فعلوه في أبو غريب وجوانتاناموا. المبكي في الموضوع ما نسمعه يحدث في مصر، من تقارير تؤكد اغتيالات واغتصابات السجون، وهو ما يأتي في سرد متسق مع جرائم رابعة، إن كنتم تذكرون. الأمر المشترك في كل ما سبق من تلذذ بالتعذيب والقتل والاغتصاب، أن الجناة فريق واحد، والمجني عليهم أيضا فئة واحدة تنتمي لفريق واحد.تلك الجرائم البشعة والوحشية قام بها المغول في بغداد، وقام بها الأسبان في محاكم التفتيش، وقام بها الصرب في البوسنة وكوسوفا، وها هو التاريخ يستعاد، والمجني عليهم لم يتغيروا كونهم مازالوا هم الضحايا وهم المُستهدفون. للعلم فقط، المقاطع التي شاهدناها في تسريبات سجن روميّة، أو غيرها مما يحدث داخل السجون السورية والعراقية، هي أجزاء مقتطعة وتافهة لا تحكي الوحشية والبشاعة الحقيقية التي يتعرض لها المعتقلون في تلك السجون.في سجن روميّة على سبيل المثال تؤكد المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، أن ما يحدث أعنف وأبشع بكثير. فهناك سجين فقد عينه، وهناك معتقل أجبر على اغتصاب معتقل آخر، وهذا غيض من فيض.عنف وسادية وإجرام وجدنا بشاعته في ممارسات الميليشيات الطائفية في دولنا، ثم يأتي إعلامنا يريد أن يقنعنا أن "داعش" - الابن المدلل للمخابرات الغربية والإيرانية، هو من يصنع الإرهاب ويغذيه فقط لا غير. من يظن أن تلك الانتهاكات ستتوقف، ومن يظن أن تسريبات سجن روميّة ستكون الأخيرة، فهو لم يعرف بعد حقيقة العدو المجرم الذي نواجهه.الممارسات ليست إجرامية فقط، ولكنها مليئة بالحقد الأسود الذي يغذيها.يا سادة، هذا باختصار ما يحدث عندما تحكم الطائفة والمذهب، بل ما هو أبشع.