28 أكتوبر 2025

تسجيل

التشتيت الذهني وكيفية التغلب عليه

25 يونيو 2014

في كثير من الأحيان تجد شخصا مسترسلا في الحديث وعندما يقاطعه أحد أو حتى يهم بمقاطعته فإنه – المتحدث - يطلب منه ألا يشتت ذهنه.. وغالبا ما تقال هذه العبارة باللهجة العامية في الحياة اليومية أو باللغة العربية الفصحى متى تطلب الموقف ذلك.. وعادة ما يكون ذلك في مجتمعات الكبار. والرأي عندي أن من يتحدث في موضوع ما فإنه يكون قد رتب أفكاره بشكل معين وعند مقاطعته يحدث التشتيت الذهني.. وفى بعض الأحيان يكون المتحدث يحاول جاهدا أن يجمع أفكاره ويرتبها وفى أحيان كثيرة أخرى تكون هناك محاولة لتذكر أو استرجاع معلومة قرأها في الماضي واختزنها وعند المقاطعة يفشل في إتمام تلك العملية بنجاح. وفى أوقات كثيرة يعتبر المتحدث أن مقاطعته فيها خروج عن الذوق واللياقة أو حدود الأدب خاصة إذا ما كانت من شخص صغير لشخص أكبر منه في العمر بما في ذلك الوالدين والأقارب أو في الدرجة الاجتماعية مثل الرؤساء في العمل. ولا يقتصر التشتيت الذهني على مقاطعة المتحدث في عالم الكبار غالبا كما أسلفنا ولكنه يحدث في عالم الصغار أيضا وعلى الأخص عند التلاميذ في سن المدرسة الذين يشكون من عدم القدرة على التركيز وتشتيت الانتباه في أثناء المذاكرة. والمقصود بالتشتيت الذهني هو الخروج من حالة الانتباه والتركيز الكامل بسبب مؤثرات - غالبا ما تكون خارجية وفى بعض الأحيان ذاتية – إلى حالة من تشتت العقل وعدم المقدرة على الرجوع إلى ذات الدرجة من التركيز على نحو ما سنتطرق إليه لاحقا حيث يقول العلماء أن كل إنسان سواء كان كبيرا أم صغيرا يملك القدرة على التركيز والذي يٌعرف بمعنى أدق بتوجيه كل الانتباه نحو شئ معين وإهمال ما عداه من أشياء بشرط أن يكون في حالة استعداد نفسي لذلك.. ويقصد بالاستعداد النفسي هنا هو الرغبة الخالصة والمقدرة.. الرغبة في مشاهدة مباريات كرة القدم مثلا والمقدرة على المشاهدة أو استخدام الكمبيوتر أو اللعب عليه. حسنا.. ماذا سيحدث لو أن أحدا قاطع مشاهد الكرة أو مستخدم الكمبيوتر؟ والإجابة أنه ولا شك سيحدث لديه نوع من التشتيت الذهني الوقتي أو اللحظي ولكنه سرعان ما سيعود إلى الاندماج فيما كان فيه مرة أخرى وذلك بسبب قوة التركيز السابقة.. وقد يحدث شي مشابه لذلك مع التلميذ إذا كان يستذكر مادة يحبها أو متفوق دراسيا فيها والعكس صحيح إذا كانت المادة صعبة أو حال شعوره بالملل منها. وبناء على كل ما تقدم يمكننا أن ننصح الكبار بكتابة ما يتوجب عليه التحدث فيه على شكل نقاط ولا بأس أن تكون هناك نقاط فرعية أيضا وهذه بدورها قد تتفرع إلى نقاط أصغر.. والغرض من ذلك هو المحافظة على تسلسل الأفكار والعودة إلى الموضوع الأصلي متى حدثت مقاطعة وتلك تؤدى إلى تشتيت الذهن كما أسلفنا.. أما في حال كون الشخص متلقيا في محاضرة أو اجتماع أو شئ من هذا القبيل فإننا ننصح أيضا بكتابة النقاط التي يسمعها ويرغب في الاستزادة منها أو بغية مناقشتها في الوقت المناسب وحتى لا ينسى بعضها الذي قد يكون على درجة كبيرة من الأهمية . أما أحباؤنا الصغار فإننا ننصحهم وأولياء أمورهم بأن تكون المذاكرة في مكان هادئ بعيدا عن الأصوات والمؤثرات الخارجية التي تعتبر السبب الأساسي في تشتيت الذهن فضلا عن بعض العوامل الأخرى مثل درجة حرارة الغرفة أو عدم الشعور بالارتياح في الجلوس. ولضمان أقصى درجة من التركيز لدى التلاميذ فإن العلماء ينصحون بتحديد الأوقات التي يكون فيها النشاط في أحسن الأحوال حيث تتم مذاكرة المواد الصعبة في هذه الأوقات وترك المواد السهلة مؤقتا للمذاكرة في الأوقات التي يقل فيها النشاط الذهني.. ونفس القول يندرج على المواد المحببة . وفى النهاية نقول إن العقل البشرى يتأثر بالعوامل الخارجية ويحتاج إلى التنظيم للحصول على أفضل النتائج إذا استطاع التغلب على تشتت الذهن. وإلى اللقاء في موضوع آخر ومقال جديد بحول الله .