28 أكتوبر 2025

تسجيل

ولا زال الخلاف جاريا حول غرة رمضان

25 يونيو 2014

ها نحن عدنا الى الدوامة السنوية في الاستقرار على رؤية هلال رمضان، وبدأت الاجتهادات تتوارد في تحديد اول يوم من رمضان القادم الذي ننتظره بشوق لاحلال البركة على الامة، فهل يا ترى سنشهد في هذه الأيام صراعا محموما على رؤية تثبيت الهلال من عدمه، بعدما أضحت هذه الظاهرة ناموسا سنويا اعتاد الجميع عليه قبل إطلالة الشهر الكريم من كل عام، نكرر اليوم ما دعونا اليه من قبل انه قد آن الأوان لوضع حد فاصل لتلك الظاهرة التي فرضت حالة من الخلافات سواء الشرعية منها او الفلكية.لا يزال الصمت سيد الموقف حتى الان لإعلان التوقعات الفلكية عن دخول رمضان هذا العام، ويمتنع الكثير منهم عن الإدلاء بأي معلومات فيما يخص تحري رؤية هلال رمضان، الا ان هناك معلومات سربت من مصادر فلكية تفيد بأنه من الاستحالة رؤية الهلال يوم الجمعة الموافق 29 شعبان، وعليه يكون السبت تمام شعبان، والأحد غرة الشهر الكريم معتمدين بتوقعاتهم على حسابات فلكية.طبيعي ان المسلمين في بقاع الارض يترقبون هذه الايام هذه الظاهرة السنوية الذي يكثر اللغط فيها ويتابعون كل الأخبار عن هلال رمضان المبارك وما يحيط به سنويا من جدال ونقاشات مطولة، وما اثار الشكوك هذه الايام ما ورد من انباء من المملكة العربية السعودية الشقيقة بان هناك خليطا من الأوضاع المتفاوتة بين مناطق المملكة بالنسبة لهلال رمضان، حيث يغرب الهلال قبل الشمس في مناطق ويغرب بعدها في مناطق أخرى ورغم ذلك نرى التقويم يدخل شهر رمضان يوم السبت 28 يونيو، ولعل ذلك يثير الجدل حول إمكانية الرؤية في المملكة.وعودة الى السفسطة الفلكية يقول الفلكيون ان ولادة هلال رمضان تحدث يوم الجمعة الموافق 27 يونيو الساعة 11:08 صباحاً وهو ما يعرف علميا لعملية الاقتران المركزي للقمر مع الشمس، ومنطقيا أنه بعد الاقتران أي تجاوز القمر للشمس أن يغرب القمر بعد الشمس، بينما فلكيون اخرون يختلفون في هذه الرؤية ويوضحون ان تأثير خطوط العرض على غروب القمر، وهو بين أن يكون الهلال (يمانيا) يسار الشمس أو (شاميا) يمين الشمس نستطيع أن نطلق عليه (تأثير باصرة)، فاليماني يعني أن المدن التي في الجنوب الغربي يتأخر فيها غروب القمر عن المدن شمالا والعكس صحيح، وهو ما يتضح جليا في هلال رمضان هذا العام، وطبعا ما راح نخلص والله المستعان.وفق قناعاتنا لا يوجد خلاف بين الرؤية الشرعية لهلال رمضان وبين الحسابات الفلكية، ويتفق كل الفلكيون بعدم وجود خلاف بينهم على توقيت ولادة الهلال أو عمره أو موقعه فوق الشمس عند غروبها أو حتى على إمكانية رؤية الهلال ومن أي بقعة على سطح الأرض.نأمل من الله ان تجتمع كلمة مشايخنا، ويتبعوا مرجعية واحدة لبدء الشهر الهجري مجتمعين. عوضا عن التفرد بمرجعية مختلفة لن تقودنا الا الى مزيد من الخلافات حول بداية الشهر، وسنجد المسلمين يصومون ويفطرون بفرق يوم واكثر كما حصل في بعض السنوات الماضية.الذي يثير الشفقة نتيجة هذه الخلافات ما تتعرض له شركات السفر والطيران من خسائر وخلط في برامج رحلاتهم الى العمرة التي تحرص عوائلنا على لالتحاق بها في بداية هذه الايام المباركة.. يا جماعة الخير اتفقوا على كلمة سواء بيننا بينكم، ويكيفنا فرقة في مواقفنا السياسية، وركزوا على امور ديننا فيما يجمعنا وكفانا خلافات وسلامتكم.