24 سبتمبر 2025

تسجيل

واحد اثنين.. سبعة!!

25 يونيو 2012

لا تزال الحوادث المرورية تؤرق كاهل المجتمع، ولا تزال الجهات المعنية عاجزة عن إيجاد حل جذري لمشكلة أو ظاهرة الحوادث المرورية، وما زلنا بين الحين والآخر نفقد شبابنا، أو أن نراهم يتحولون إلى عجزة في المستشفيات، وقد تحدثت كثيراً في هذه الزاوية عن هذه المشكلة، وتحدث الكثيرون عنها منذ سنوات طويلة ومازال الحديث مستمراً، ومازال البحث جارياً عن حل. منذ أيام قليلة شاهدت حادثاً مرورياً بين خمس سيارات دفعة واحدة، حيث إن كل سيارة صدمت الأخرى من الخلف، وأعتقد بأن السبب هو توقف السيارة الأولى تحت أي ظرف، وبما أن القانون يلزم قائدي السيارات بترك مسافة كافية بين السيارة والأخرى، فتجد أن بعضهم يلتزم بهذه الفقرة من القانون إلى درجة كبيرة بحيث يترك بينه وبين السيارة التي أمامه مسافة طويلة جداً من شأنها أن تكفي لعشر سيارات، وتخفف نصف الازدحام الذي يسببه، بينما البعض الآخر، يلتصق بسيارتك من الخلف حتى تشعر بأنه راكب معك في نفس السياراة!!. نادر جداً من يلتزم بالمسافة القانونية بين السيارات، وهو أحد أسباب الحوادث الجماعية التي تحدث في شوارعنا، وعندما نطالب بتطبيق القانون على المخالفين نجد أنفسنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، خاصة أن هناك من قائدي السيارات من يتسببون في تعطيل الحركة المرورية بترك مسافات أكثر من اللازم بينهم وبين السيارات الأخرى، وأحيانا في الإشارات الضوئية قد لا تمر إلا سيارة أو سيارتان، مما يجعل بعض الشباب الذين لا يطيقون الصبر بأن يتجاوزوا بعض السيارات وهذا أيضا يسبب إرباكا للحركة المرورية كذلك. منذ سنوات قليلة كانت القيادة في شوارع قطر ممتعة جداً وتشعر بأمان أثناء القيادة، لكن مع كثرة المستهترين والأغبياء في قيادة السيارة تحولت الشوارع إلى فوضى عارمة، وكم أتمنى أن تقوم الجهات المعنية خاصة إدارة المرور بتصوير الشوارع عن طريق الجو، وتقارنها بصور تم تصويرها في السنوات السابقة، سيجدون أن الحركة في السابق كانت انسيابية جميلة حتى وإن كان هناك ازدحام ستجد حتما التزاما، الآن فقدت قيادة السيارة جمالياتها وأصبح مظهر الشوارع لا يدل على التقدم والتحضر، بل ساءت مع القيادة حتى نفسياتنا وربما يصل الأمر إلى أخلاقياتنا وتصرفاتنا، لأن القيادة فن وذوق وأخلاق وهذا ما تعلمناه منذ الصغر، وكبرنا ونحن نحمل هذا الشعار الجميل، لكنه بدأ يتلاشى حتى أنه لم يعد له أثر في شوارعنا. الجميع يشتكي من ازدحام الشوارع، وأن الدولة لا تتعامل بجدية مع الشوارع، ولكن كلمة الحق تقال، فالدولة تنشئ شوارع من أفضل ما يكون، إلا أن الخلل يبقى فينا نحن قائدي السيارات، وأقرب مثال إلى ذلك هو شارع 22 فبراير، وعندما كثرت الشكاوى منه قررت أن أذهب فيه وقت الذروة صباحاً، فاكتشفت أن سبب الازدحام هو أن جميع السيارات التي تأتي من الشمال تريد أن تدخل المخرج الخاص بدوار مدماك، حتى أن الذين يمسكون خط اليسار جميعهم يعرقلون الحركة من أجل التجاوز، لذلك هذا أحد أسباب الازدحام الرئيسية، ولو كان الجميع ملتزماً بالخط الذي يسير عليه لكان الازدحام أخف وطأة مما هو عليه بنسبة كبيرة جداً أي أن تبقى النسبة المعقولة لأي ازحام. نحن لا نطالب بالمستحيل من إدارة المرور التي تقوم بجهد جبار، لكننا نود أن نلفت انتباههم إلى أن الأخلاق والتصرفات بدأت تتغير بسبب بعض الأغبياء والمستهترين في شوارعنا، ونريد منهم التشديد على بعض المخالفات، خاصة على من يمسكون خط اليسار ويسيرون ببطء شديد، أو أن يقوم أحد باللف عليك بطريقة همجية، وكم أتمنى أن يبدأوا بخط الشمال الجميل في مظهرة السيئ في مظهر السيارات عليه، فهو عبارة عن أربعة خطوط، من الطبيعي أنها تبدأ بالسرعات التنازلية من اليسار إلى اليمين، لكن مرتادي هذا الطريق لم يفهموا ذلك ولن يستوعبوا ذلك أبدا إلا بتحديد السرعات على المسارات جميعها، فتجد أن المسار الأيمن تحول إلى سرعات عالية وتجاوزات تحدث بين السيارات مخيفة. القيادة فن وذوق وأخلاق.. هذا الشعار يجب أن يعود إلى الشارع قبل أن يفقد مضمونه فعلا، وأن تحدد سرعات المسارات حتى نتفادى قيادة الأغبياء، وربما أن هذا قد يساهم في تقليل حوادث السير التي أضاعت أعمار وثروة المجتمع الحقيقية (الشباب)!! وأمنياتنا أن يتعلم الأغبياء حقيقة المسارات الصحيحة والسرعات عليها، بدلاً من العد واحد اثنين سبعة!!.