10 سبتمبر 2025
تسجيلقبل أن تبدأ في قراءة سطوري عليك أن تتخيّل أن أمامك طعاماً يبدو أنه ليس صالحاً للأكل من مذاقه أو رائحته أو لمجرد الاشتباه في لونه غير الطبيعي، بكل بساطة لن تجازف بتذوقه خوفاً على صحتك ودون شك سيكون هذا هو التصرف الصحيح، وقد يتبادر لذهنك أن يكون الطعام «مسموماً « بشكلٍ أو بآخر وعذراً إن بدت المفردة غير مُستحبةٍ لديكم. عموماً، هناك الكثير من الأمور في حياتنا قد تكون مثل ذلك الطعام وإن كان في طبقٍ من ذهب، نعم لا تستغرب وضوحي في اختيار المفردات فما نفعُ الطبق غالي الأثمان إن احتوى على ما يمكن أن يضر بك؟! هكذا تبدو بعض العلاقات في حياتنا بداياتها مثالية وإيجابية لكنها تتحول تدريجياً إلى «علاقاتٍ سامة» ربما لأنك اقتربت كثيراً فاكتشفتها أو لأنك جازفت لأجلها طويلاً فدمرتك أو لأنك جمّلتها في عينيك مُقنعاً نفسك أنها الأفضل لك، فالعلاقات السامة أكثرُ شيءٍ قد يُدمر الإنسان ونتيجتها مكلفةٌ تأخذ منك نفسك وشخصيتك وصحتك النفسية والجسدية وتجعلك تنفر من العلاقات بعدها، ولأن الغالبية العظمى مجرد أن يسمع أو يقرأ كلمة علاقة يتبادر لذهنه أن الأمر يتعلق بعلاقة شخصين يجمعهما الحب، في حين أن حياتنا سلسلةٌ لا منتهية من العلاقات سواء مع الوالدين، الأصدقاء، العمل، الشريك وحتى مع مقتنياتنا تنشأ تلك العلاقة من التملك أو المحبة مع العِلم أن الهدف من تكوين العلاقات هو إيجاد السعادة والأمان والراحة والحب والاهتمام لذلك أقول إن بعض العلاقات سامة لمن يدخل فيها أو يرضى بالسم الذي يتجرعه جراء الإبقاء عليها. قد يطرحُ السؤال نفسه علينا أحياناً عن تلك العلاقة التي بدأت صحيةً وانتهى بها الأمر لتُصبح سامةً بمرور الوقت، وقد تتنوع الإجابات من شخصٍ لآخر ومن تجربةٍ لأخرى، فقد يكون الخذلان أو الكذب أو الغرور أو الأنانية والحقد الدفين أو الرضا من أحدهما بأن يُذل رغم الرسائل الإلهية المُحذرة واحداً من هذه الأسباب. سأدعك صديقي القارئ تفكرُ في علاقاتك التي تجدها سامةً لك، لتسأل نفسك بعدها إن كان من المفيد لك أن تستمر أو تتجه لوضع حدٍ يتطلب الجهد منك لأجلك، قد لا يكون الحل بأن تتوقف عن إقامة العلاقات الاجتماعية في مُجمل مراحلك الحياتية أو مُحيطك سواء كان عائليا أو مهنيا أو شخصيا جداً، لكن لا ينبغي أن تغفل حين تجد نفسك مُستنزفاً بأي شكلٍ وجاعلاً من نفسك التي هي أمانة لديك محل تجارب لغيرك أو خياراً ثانيا لأحدهم أو أن تكون صفتك في تلك العلاقة مجرد سد فراغٍ أو ملء خانةٍ مؤقتة أو أن تسمح أن تُسحق إنسانياً، على الأقل انتصر لكونك قد خُلقت مُكرماً. أخيراً: جملة أعجبتني تقول «لا يليق بالعلاقات المسمومة إلا البتر فمُجاملة الأفاعي جريمة»