11 سبتمبر 2025
تسجيلأمس كان أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك، وفي نفس الوقت كان هذا اليوم هو الذكرى الثالثة لقرصنة وكالة الأنباء القطرية التي قامت بها دول الحصار وفبركت فيها أقوالا وتصريحات لسمو الأمير المفدى حفظه الله، ورغم مسارعة الخارجية القطرية لنفي هذه التصريحات إلا أن هذه الدول لم تقم بنشر هذا النفي على وسائلها الإعلامية الرسمية، التي استضافت وجوها وأقلاما وأفواها إعلامية مأجورة، هاجمت قطر وحكومتها فور نجاح هذه القرصنة الرخيصة، ومستمرة حتى هذه اللحظة في هذا الهجوم، ولا أريد القول إنه ليتهم وقفوا عند هذه النقطة، لأنهم فعلا لم يرضوا إلا أن يكملوا مخططهم كاملا، حيث تلا الرابع والعشرين من شهر مايو 2017 إعلان حصار كامل برا وبحرا وجوا في فجر الخامس من يونيو من العام نفسه، أعلنته مملكة البحرين التي عادة ما تمارس دور المبادرة ولحقتها السعودية متخذة نفس الموقف لتلحقهما الإمارات (المدبر الأول) ويعلنون جميعهم حصار قطر الممتد منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة التي ترون وتتابعون فيها سطور هذا المقال، فهل كانت مصادفة أن يكون أول يوم العيد هو اليوم الذي بدأ هذا الحلف الغادر مخططاته التآمرية على قطر؟ رغم أنه قبل هذا التاريخ حضرت الدوحة ممثلة في سمو الأمير حفظه الله ووفد رفيع المستوى القمة الخليجية الأمريكية في الرياض، واستقبل الجميع هناك وفد قطر الكبير بحفاوة وترحيب، حتى في الجلسات الخاصة التي جمعت سموه بالقيادات الخليجية كانت الأمور على ما يرام، وتناقش جميع القادة فيما يمكن أن يضمن استقرار المنطقة ويعمق العلاقات الخليجية الأمريكية، ولم يكن هناك أي دليل واضح وظاهر أن هذه الحكومات تكن شرا لبلد مجاور، من المفترض أنه شقيق وما يمسه يجب أن يمس المنظومة الخليجية ككل، ولكن يأبى (الخبث) إلا أن يسدل أستاره على هذه القلوب وتلك الوجوه، التي أجادت التمثيل جيدا، فأعلنت حصار بلدنا بفخر، وكأنها تزف بشرى لشعوب الخليج، بل وحذرت شعوبها من أن تتعاطف ولو شعوريا مع قطر، وسنت قوانين وعقوبات بالحبس والغرامة لمن يعلن تعاطفه مع هذا البلد الذي وقع غيلة تحت حصار في فجر العاشر من رمضان والناس صياما نياما لا يدرون بشيء من هذا الغدر الذي جاء من (أشقاء) أو ممن كنا نراهم كذلك للأسف!. انتظروا.. سأكمل لكم الحكاية! هم ظنوا وأوهموا أنفسهم أن هذا الحصار سيكون (وبالا) علينا ومصيبة ستحل على رؤوسنا، سنهرع بعدها لهم، نرجوهم أن يرفعوه عنا، وأننا سنلتزم بمطالبهم التي وضعوها (شروطا) في 13 بندأ و(أمهلونا) 10 أيام للرد على هذه الشروط إما بالموافقة والتنفيذ أو بالرفض، لكن قطر البلد الذي يرفض لغة الإملاءات ويتمتع بسيادة داخلية واستقلال بالرأي خارجي، وقبل أن تمضي الأيام العشرة كان قد قال لا، وخرج وزير الخارجية القطري ليقولها رسميا وأن الدولة التي بدأت تشق طريقها متفردة منذ الأيام الأولى للحصار لن تقبل من يملي عليها ما تفعل وتقول، واضعة (الحوار) السبيل الوحيد للحل دون شروط مسبقة أو تعد للشؤون الداخلية لأي بلد ورغم هذا الرد الذي وصل دول الحصار قبل انقضاء مهلة العشرة أيام التي حُددت للرد إلا أن هذه الدول ظلت تكرر شروطها المضحكة أكثر من سنة حتى قلصتها في اجتماع رباعي بالقاهرة إلى ستة شروط لكن الدوحة هذه المرة لم تضع وقتها في الرد الذي بدا واضحا لا سيما وأنها اعتلت سلم المجد بقيادة تميم المجد واستطاعت أن تضع أقدامها على العتبات الأولى للنجاح الاقتصادي والسياسي والعسكري، وجاء خطاب الثبات لتنمو أشجار الثقة في قلب كل مواطن ومقيم وتعلو وتعانق سحابا ما كان لها أن تصلها سابقا وليمضي الحصار بعد أن ظن هؤلاء أنه سيمسي وبالاً، فإذا هو يصبح غربالا كشف كل مخططاتهم ومؤامراتهم الدنيئة أمام شعوبهم وأمام العالم أجمع بحمد الله وفضل منه سبحانه ثم بفضل أميرنا المفدى حفظه الله. فكل ذكرى ونحن بألف خير بدونهم!.