14 سبتمبر 2025

تسجيل

قصة اختراق ما بعد منتصف الليل

25 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فريق الهجوم اختار توقيتا منسقا لالصاق تهم التلفيق والأكاذيبالاصرار العجيب على بث الأكاذيب مسرحية سخيفة كشفت سذاجة الاعدادالمقالات الثورية المعلبة لبعض الصحف السعودية كانت مجهزة وتنتظر لحظة الهجوم◄ 12:15 بعد منتصف ليلة أول أمس تمكنت جهة معينة مدعومة بتقنيات عالية لا تستخدمها سوى حكومات أو أجهزة مخابرات من اختراق موقع وعدد من المنصات الالكترونية لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، وكان هدف الفريق المخترق واضحاً ومحدداً، بث تصريحات منسوبة كذباً لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بحيث يظهر من خلالها وجود ازدواجية في المواقف السياسية القطرية تجاه قضايا محسومة ومعروف وجهة نظر قطر حولها. ◄ 12:17 قامت قناتا سكاي أبوظبي والعربية ببث تغريدات متتالية تنقل من خلالها فقرات من التصريحات المغلوطة، وكانت تلك التغريدات متسلسلة ومرتبة ومصنفة مع هاشتاقات منتقاة بعناية. ◄ 12:22 بدأت العربية وسكاي أبوظبي في بث برامج إخبارية مفتوحة للحديث عن التصريحات المزعومة، واستضافت فوراً عدداً من الشخصيات الإعلامية والسياسية لمناقشة ما ورد في موقع الوكالة المخترق، كما استعانت القناتان بتقارير وفيديوهات مصاحبة، فهل كانت القناتان على علم مسبق بساعة الصفر؟ أم هي مهارات مهنية مستغربة خاصة أن العربية- أول من بثت التصريحات المغلوطة بعد اختراق موقع الوكالة بدقيقتين- وهي أكثر قناة بليدة في السبق الصحفي ويفوتها الكثير من الأحداث والوقائع هذا بخلاف توجهاتها وأجنداتها الخفية التي أصبحت مكشوفة للجميع، مما جعلها هي وسكاي أبوظبي مجرد بوقين صغيرين للاستخدام الشخصي مما أفقدهما مصداقيتهما منذ انطلاقتهما. ◄ 12:30 بدأ دور عدد من حسابات التواصل لبعض الصحف السعودية ورؤساء تحريرها، حيث قاموا ببث تغريدات – مجهزة- عن التصريحات المزعومة وفوجئنا صباح أمس بمقالاتهم الثورية التي يبدو من خلالها أنهم كانوا هم أيضاً منتظرين انطلاق صافرة الهجوم، لأن من المعروف أن هذه الصحف لديها وقت طباعة مبكر جداً ومسألة إعداد مقال رئيس تحرير لحدث لحظي وفوري تتطلب التأخير في الصدور إن كان الحدث وقع منتصف الليل لكن وجدنا أن هذه الصحف صدرت في مواعيدها!. ◄ لماذا حدث كل هذا؟ في الواقع تعرض موقع وكالة الأنباء القطرية وحساباتها في تويتر وانستجرام لقرصنة تقنية وسياسية تحمل في طياتها تحقيق أهداف سياسية مستهلكة وقوالب اتهامات مردود عليها سلفاً وثبت عدم صحتها مسبقاً، ومن هنا يمكننا تحديد المستفيد من هذه القرصنة السياسية، ولأن من قام بهذا الفعل يعاني من مراهقة سياسية وسذاجة في قيادة هذه العملية التي شابها الكثير من الثغرات ونقاط الضعف والنوايا السيئة التي تجلت في استمرار بث قناتي سكاي أبوظبي والعربية وفريق رؤساء التحرير في كيل الاتهامات ومناقشة الافتراءات على الرغم من قيام مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني بإصدار بيان يوضح من خلاله أن موقع «قنا» تحت القرصنة وأن التصريحات المغلوطة نسبت خطأ لسمو الأمير، ومع ذلك استمر الفريق في مكابرته بل كانت القناتان تقطعان الخطوط في وجه عدد من الضيوف الذين رفضوا السقوط في الفخ وصرحوا بأن موقع وكالة الأنباء القطرية مخترق. ◄ إذاً القصة لها أبعادها وترتيباتها واختيار توقيتها سواء الزمني أو السياسي، حيث اختار الفريق ساعة الصفر بعد منتصف الليل ليخترق الموقع ويبث تصريحات زعم أن سمو أمير البلاد المفدى صرح بها أثناء تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية التي بدأت فعالياتها في الصباح الباكر، وكان تلفزيون قطر ينقلها على الهواء مباشرة ولم يحتو الحفل على كلمة أو خطاب أو تصريحات لصاحب السمو أمير البلاد المفدى، ومع ذلك قام الفريق بتزييف فيلم يوتيوب وضعوا خلاله شريطاً مفبركاً لنفس التصريحات المزعومة وعلى الرغم من اختلاف شكل وحجم ولون الخط في اليوتيوب المزيف عن الخطوط المعتمدة في تلفزيون قطر، وبخلاف توضيح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام بأن هذا اليوتيوب مزيف إلا أن الفريق تجاهل كل ذلك، واستمر في غيه وضلاله لتنفيذ الهدف الرئيسي لعملية القرصنة السياسية مهما كان الثمن حتى لو سحقت مصداقيتهم وشرفهم المهني المسحوق أصلاً. ◄ الإصرار العجيب على بث الأكاذيب على قناتي سكاي أبوظبي والعربية أثار في المراقبين ووكالات الأنباء العالمية والمطلعين والمشاهدين والقراء الكثير من الاستغراب حيث استهجنت وكالة الصحافة الفرنسية تواصل القناتين في تناول التصريحات المزعومة في الوقت الذي علم فيه كل سكان الكرة الأرضية بالنفي القطري الرسمي وأن موقع الوكالة تعرض للاختراق وأن التصريحات غير صحيحة، ولكن بدلاً من ذلك ازدادت وتيرة المناقشات والتمثيليات التي كان أبطالها عدد من الصحف السعودية ورؤساء تحريرها ولحقهم مغردون معروفو التوجه والميول لإضفاء المزيد من الإثارة على هذا الفيلم الليلي السخيف. ◄ لقد اختار فريق الهجوم المنسق من قبل جهات محددة توقيتاً سياسياً رأوا فيه فرصة لإلصاق تهم معلبة ولوائح اتهام وتصنيفات معدة سلفاً بعد أن انتهت قمم الرياض التي كان ضيفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أثنى كثيراً على حرص صاحب السمو أمير البلاد المفدى وقطر على محاربة كل أشكال التطرف والإرهاب، ويظهر أن هذا الثناء المستحق لـ قطر أصاب البعض بالمغص والغيرة العمياء التي ظن من خلالها أنه هو الأولى بهذا الثناء ونظراً لاصابتهم بمختلف عقد النقص في العقل والوجدان والضمير والأخلاق اعتقدوا أن عمليتهم هذه ستقلب الطاولة وستتثبت اسطوانة الاتهامات المشروخة في عقل المتلقي، ولكن ولله الحمد باءت محاولتهم البائسة بالفشل، ◄ وانقلبت الطاولة عليهم واثبت المواطن القطري والخليجي والعربي أنه يملك وعياً كبيراً جعله يفرق بين الحقيقة والتزييف، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي طوال يوم أمس إلى منصة موحدة لمدح قطر ومدح قائدها، لأنهم يملكون عقولاً متفتحة وذكية مكنتهم من كشف العملية وتحديد دوافعها الخبيثة وقاموا بتدشين هاشتاقات ووسوم عديدة في حب قطر وأميرها.. هؤلاء من نراهن عليهم بعد أن سقط الكثير من الاسماء والمناصب في فخ العربية وسكاي أبوظبي، ولايفوتني كذلك شكر العديد من زملاء المهنة من الخليجيين وخاصة دولة الكويت الشقيقة الذين لم يناسقوا وراء الأكاذيب وتواصلوا مع زملائهم الاعلاميين في قطر للتأكد من صحة التصريحات الكاذبة وكانوا بعدها خير عون لنا في فضح قنوات الكذب والأقلام المأجورة.حتى لحظة مثول الصحيفة للطبع لازالت قناتا البهتان سكاي أبوظبي والعربية تبثان مقابلات، واستضافات وضيوفاً مكررين للحديث عن التصريحات المغلوطة بعد مرور أكثر من 24 ساعة على صدور بيانات النفي!.