22 أكتوبر 2025

تسجيل

ادفنوني في قطر

25 مايو 2014

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً، الذي جمعني مع القراء الذين اشتقت إليهم بعد عودتنا من رحلة العلاج لشريك الحياة فواز العجمي، الحمد لله على أن جعلنا من أبناء هذه البلاد التي يشهد لها الجميع بالشهامة والنخوة ونجدة المحتاج والمنكوب بفضل الله عز وجل، ثم بفضل قيادتها الرشيدة التي لا تتوانى في مساعدة من يلجأ إليها، وتمد اليد الطولى إلى كل مكان بغض النظر عن الدين والمعتقد أو العرق، فكيف بمن جاء إليها من المملكة العربية السعودية الشقيقة وخدم فيها لسنوات طوال وأعطاها أحلى أيام عمره وهو في قمة السعادة والسرور لخدمتها وإبراز دورها الكبير في الكثير من المجالات، وشعر فيها بأنه يتنفس الحرية في التعبير عما يجول في خاطره ويخط على صفحات صحفها كل ما يراه ويبدي رأيه في أحوال الأمة؟ وعاش أبناؤه في رغد الحياة ومن ورائهم أحفاده، فقد هب المسؤولون بعد إصابته بالوعكة الصحية التي هددت حياته بسرعة المنجد وتوصيل الأمر للقيادة الرشيدة التي أصدرت أوامرها باستعجال العلاج في الخارج وتوفير كل مستلزماته التي ساعدت بفضل الله تعالى على شفائه. خطوة وبادرة رائدة أبهرت الجميع وأشاد بها القريب والبعيد، ولكن هذا ليس بغريب على قطر الغالية الوفية ذات القلب الكبير الذي تحمله قيادتها والتي تترجم بحق وبالأفعال وليس فقط بالأقوال أهداف مجلس التعاون الخليجي في توفير الرعاية والاهتمام للمواطن الخليجي لأنها تشعر بأن البيت الخليجي بيت واحد، وهذا الموقف يرد على كل من حاول أن يدق إسفينا بين قطر وشقيقاتها في الخليج أو من حاول أو يحاول الاصطياد في الماء العكر.إن ما فعلته هذه القيادة لهذا الشريك جعلني ازداد فخراً واعتزازاً ببلادي قطر، قطر هذه الدولة الصغيرة في المساحة، الكبيرة في الإنجازات مهما لحقها من افتراءات إعلام مشوش حاقد كاره لعمل الخير، هادف للتقليل من دورها في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي جعلت لها بصمة واضحة في العالم يعرفها القاصي والداني.نعم هذه قطر التي لا تتوانى عن فعل ما تمليه عليها سماحة دينها ولغتها ووطنيتها، يشهد لها العالم بذلك ولا يمكن أن ينكره إلا ذو قلب يملأه الحقد وتأكله الضغينة والحسد.لقد منّ الله على شريك الحياة بالصحة والعافية، والفضل يعود لله عز وجل الذي استجاب لدعاء كل من رفع يده بصدق لشفائه، وللقيادة الرشيدة اليقظة لبلادي وللمسؤولين في جهة العمل، ولن ننسى ولن ينسى أبناؤنا ولا أحفادنا ما قدمته الغالية قطر لوالدهم وسيظل هذا وساماً يفتخرون به.ولا أنسى ما أوصاني به شريك حياتي وأوصى أبناءه ونحن على باب غرفة العمليات قائلاً: "إنني إذا قدر الله ولم أخرج حياً من العملية (ادفنوني في قطر)".