29 أكتوبر 2025

تسجيل

هدوء وسكينة الروح

25 أبريل 2024

شخصية الإنسان وحضوره، وتقبله وانجذاب الآخرين إليه، والأنس للجلوس معه ومرافقته تبدأ من جمال روحه وخلقه ورقي تعامله والتي يحرص البعض على تجميل وتطوير شخصيته بوسائل التعلم المستمر والثقافة والقراءة لا ليقال إنه مثقف بل ليزيد من قيمته لذاته ووزن أعماقه وفكره. والأهم الاعتناء بجمال الروح ورقيها والسمو بمعالي الأخلاق فيها. والحرص على طفولة وشباب وإيمان وجمال هذه الروح من أن تكل او تتعب أو تشيخ! أن تكون شخصا روحانيا وتسمو بها بكل ما يكون سببا في رقيها وجمالها بالحرص على الايمانيات والصلة بالصلاة للخالق سبحانه. وبقراءة القرآن وتدبر معانيه، وقراءة معاني الأخلاق، وتسلية الروح بالمعاني والقصص الجميلة، والكلمات البليغة وصحبة راقية وصادقة ومحبة، ومجالسة من يشابههم ويألفهم، ومن يظهرون أمامك كما هم دون تكلف وتصنع وتضخيم للشخصية. الارتقاء الروحي يعني الارتقاء فوق ماديات الحياة، والسمو فوق صغائر الأمور، وعدم السماح لمن يحاول ويسعى لتعكير صفوها وجمال يومها. الارتقاء الروحي شفافية عالية تعلو بصاحبها، وتجعل له بصيرة تضيء دربه، وإحساسا عاليا بما يجري حوله، وقدرة على فهم ما تخفيه الكلمات وما يكون خلف الأبواب. وما تخفيه الأقنعة من حقيقة ملامح وبشاعة وجوه! الارتقاء الروحي يعني الاعتناء بروح نفخت في العبد من روح الله ليكون عبدا روحانيا راقيا ينشغل بمعالي الأمور عن صغائرها وفضول البشر التي تربك وتزعج وتقلق هدوء النفس وسكينة الروح من أن تكون ويكون لها حضور صادق مميز. قد يرى البعض أن يكون الإنسان شخصية عملية ومنطقية وجادة قد تسعى لأسلوب حوار جاف وحاد. وبعلاقات محسوبة ومصالح مادية، لا يضع مراعاة مشاعر الآخر وأسلوب الحوار وشخصيتهم في علاقاتهم - يظنون إن ذلك دليلا لقوة الشخصية وإن ذلك مثالا لشخصية القائد الناجح. ويتناسون معاني القيادة الحقه القدوة الراقية والذكاء العاطفي أو الاجتماعي. آخر جرة قلم: لا نهمل الروح المتعبة.. لننتبه لها ولنحرص على الارتقاء بها وتنقيتها مما يشوبها ويعكر صفوها، ومن المهم تغذية الروح إيمانيا وقيما والسمو بها دون إهمالها ونسيانها وتركها تعيش ماديات الحياة ومرافقة ضعاف الإيمان، وبارتداء ما لا يناسبها ويزعجها ويؤلمها من ضيق! قد ينسى البعض أرواحهم وراء لهث وهرولة وسعي للحصول على كل شيء من لا شيء! قد يسعى البعض لسلك طرق عدة للبحث عن وجوه يظن بأنها ستكسبه مزيدا من التميز، ويرسم هالة ويضعها في برواز يروق لهم. ويتناسون أن ما يبقى قوة دائمة بأعماقهم هي قيمة الروح التي تحتاج الالتفات والاهتمام، والهدوء والسكينة لترقي بشخصياتهم وتكسبهم قيمة وقوة داخلية لا يمكن لأي إنسان وقوة خارجية أن تسلبها منهم وتقلل من حضورهم وشخصياتهم وثقتهم.