12 سبتمبر 2025
تسجيلتذكر بعض الدراسات أن الدماغ ينقسم إلى جزأين، الجزء الأيمن وهو الجزء المسؤول عن المشاعر، والأحاسيس، والعاطفة، والشغف. أما الجزء الأيسر، فهو الجزء المسؤول عن التحليل، والتسلسل المنطقي، واللغة، والمنطق، والمهارات العلمية، والحساب، والموضوعية. فالتفكير التحليلي هو شكل من أشكال التفكير وأنماطه، يتمثل في قدرة الشخص على فهم الأمور والمشكلات والموضوعات بشكل أعمق، حيث يقوم الشخص بتحليل المشكلة، أو الموضوع وتحويله إلى عناصر ثانوية أو فرعية، وإدراك ما بينها من روابط، مما يساهم في حل المشكلة، أو فهم بنية الموضوع بشكل أعمق، مما يساهم في عرضه بشكل منظم. لذلك نقول عن الشخص التحليلي إنه شخص تفصيلي ومنظم، متحكم في سلوكه، منطقي في أفعاله، معالجته للمشكلات تستند إلى الواقع والمنطق أكثر من الانفعالات والوجدان والمشاعر، لا يفصح عما بداخله بسهولة، ولا يبوح بمشاعره إلى الآخرين، ويتجنب بشتى الطرق الصراع مع الآخرين. والشخص الذي يتسم بالتفكير التحليلي يتسم بعدة سمات أيضاً، وهي القدرة على الملاحظة، ومعرفة السمات والخصائص العامة، وفهم علاقة الجزء بالكل، والتفريق بين المتشابه والمختلف، والمقارنة بين الأشياء، وتصنيف المعلومات وتنظيمها وترتيبها بشكل منطقي، وإيجاد العلاقة بين الأشياء، والقدرة على التفسير وتحديد الأسباب والنتائج، والتنبؤ بما سوف يحدث في المستقبل. فهذه المهارات المهمة تساعدنا على فهم الأمور بشكل أعمق، وحل المشكلات اليومية، واتخاذ القرارات على المستوى الشخصي والمهني والعلمي مما يزيد من ثقتنا بأنفسنا. وتساعدنا على الإبداع والابتكار، كما يجعلنا أكثر تكيفًا مع المواقف الاجتماعية المختلفة، ويساعدنا على فهم القضايا المحلية والإقليمية والعالمية بظروفها وأنواعها ووضع الحلول لها. وليكن بالعلم أن مهارات التفكير التحليلي ليست مقصورة على الأشخاص الأذكياء فقط، ولكن يمكن لأي شخص أن يقوم بتطوير نفسه والتمكن من تلك المهارات، وذلك عن طريق قراءة الكتب والمقالات، والبحث والاطلاع، ومناقشة الأفكار وعرض المعلومات على الآخرين، وحل المسائل الرياضية والألغاز والألعاب، وحضور الدورات التدريبية الخاصة بمهارات التفكير التحليلي. ويذكر بعض المختصين أن تنمية هذه المهارات ممكن أن تتم عبر كتابة التقارير، والمساهمة في حل مشكلات العمل، وطرح الأسئلة المتنوعة، وتولي الأدوار المختلفة وخاصة القيادية والتي تتطلب مهارات التفكير التحليلي، والاستفادة من التجارب السابقة وتطبيقها في التجارب الحالية، والاستفادة من آراء ووجهات نظر الآخرين والاستفادة من تجاربهم السابقة. لذلك يا حبذا لو أضفنا هذه المهارات إلى ما نتعلمه ونعلمه الأجيال الحالية والمستقبلية لتحسين حياتنا وحياتهم بشكل أفضل، خاصة وأننا نعيش في عصر يسير بإيقاع سريع وكثرة المصاعب والتحديات.