04 أكتوبر 2025
تسجيللا شك أن الكل يدرك أن في هذا العصر توافدت علينا الكثير من المعطيات التي قد لا تمت لنا بأي علاقة، لا بالدين ولا بالعادات والتقاليد، وأصبحت تستهدف الابناء، وخاصة المراهقين من الذكور والإناث، وذلك من خلال تلك الأجهزة الاتصالية الحديثة التي أصبح ما يبث فيها وينتشر مثل البرق عن طريق ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي، التي لا يخلو أحد من امتلاكها، فهي بيد الكبير والصغير والمسن والعجوز. إن ما يبث ويعرض في تلك الوسائل من أفكار واتجاهات غريبة لا تمت لنا بصلة، استطاعت التأثير على عقول بعض الشباب والفتيات، بل والأطفال أيضا، بعد أن أصبحت تلك الأجهزة في أيديهم بسهولة، وللأسف إن بعضا منا لم يعد ينتبه إلى هؤلاء وتركوا لهم الحبل على الغارب بحجة أنهم يتعلمون!. وهذا جعل بعض الذين تأثروا بما تبثه تلك الوسائل من أفكار وسلوكيات مختلفة يسلكون طرقا خاطئة، ويعيشون حياة غريبة، ويتعاملون بأساليب قد تثير غضب الأهل والمجتمع، وأصبحنا نشاهد أشكالا غير معتادين عليها من لبس الشباب والفتيات وسلوكياتهم. ولا شك أن مثل هذه الأفكار مخطط لها من قبل جهات تعادي الإسلام، وتستهدف الأجيال وتغيير مفهوم العقائد والموروثات والثوابت الدينية التي تربى عليها المجتمع. وليس هناك درع لمواجهة هذا الهجمة الشرسة من الأفكار الشاذة لشبابنا وفتياتنا إلا التربية السليمة من الصغر، وغرس التعاليم الإسلامية ومعنى التوحيد والمعاني الجميلة للإسلام، وغرس الثوابت والمعطيات الدينية التي قام عليها المجتمع، وذلك من خلال اهتمام الوالدين بالابناء منذ الصغر وعدم تركهم طوال اليوم للمربيات والخدم، لا.. عليهما وجود وقت لهؤلاء الابناء والحوار معهم ومناقشتهم مما يترسخ في نفوسهم، كل ما نريده من غرس القيم الاسلامية والأخلاق، والتي يمكن أن تبني شخصية قادرة على صد كل ما هو غريب عن تلك القيم والأفكار، ومهما صادفهم من سلوكيات وتوجهات تصطدم مع تلك القيم سوف يجدون لديهم الدرع المناسب، وهذا ليس بالصعوبة في مكان، فقد ربى آباء وأمهات في الماضي الابناء على كل ذلك مما جعلهم في حفظ من ذلك كله. ولابد من الانتباه لأبنائنا والاشراف على ما يشاهدونه على تلك الأجهزة الحديثة، وما يبث على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم تركهم لساعات طويلة أمام تلك الشاشات والألعاب التي تدس السم في العسل، من خلال بث صور وحركات وسلوكيات مرفوضة قد تبدو لأول وهلة عادية، فهؤلاء الأبناء أمانة في أعناقنا. [email protected]