14 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكــرى رمضــان المـؤلمـة !

25 أبريل 2019

مع اقتراب شهر رمضان المبارك وقرب الشعور بنفائحه الإيمانية التي ستكون أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار، تتجلى لدينا ذكرى الحصار الجائر على قطر ليس بذكرى اليوم والتاريخ، ولكن بذكرى الوقت والمناسبة حيث قامت حكومات الدول الثلاث السعودية والبحرين والإمارات بإعلان الحصار الذي كان يهدف في المقام الأول لتجويع الشعب في قطر في فجر يوم رمضاني كان الناس فيه نياماً صياما واستيقظوا ليجدوا أنفسهم محرومين من زيارة بيت الله والعمرة والحج والصلاة في مكة والمدينة بل إن هناك من مواطني ومقيمي قطر من كان معتمراً في مكة وتم طرده منها وإبلاغه بسرعة المغادرة حتى للذين قاموا بحجز الفنادق والمواصلات للعمرة تم إلغاء حجوزاتهم دون أي مقدمات وعدم إعادة أموالهم التي دفعوها ناهيكم عن أصحاب الأملاك والعقارات والمصالح الذين طُردوا من هذه الدول دون سابق إنذار ومن كان يدرس في مدارسهم وجامعاتهم تم طردهم دون إعطائهم إفادات رسمية بمعدلات شهاداتهم وتقديراتهم الدراسية وغيرهم ممن لا يزالون متضررين فعلياً من تبعات هذا الحصار الآثم الذي ما كنا لنتوقعه من أخوة وجيران لنا في الدم والمصير والتاريخ والمكان والزمان !. يأتي هذا الشهر الكريم ونحن نستذكر كل يوم أن هناك من هو ممنوع من العمرة والحج وزيارة بيت الله الكريم بأمر من حكومة السعودية التي جيشت كل منتسبي إعلامها الكاذب وأقلامها ومرتزقتها وأذنابها وذبابها وقبائلها وأتباعها ومن يتبعونها باسم الوطنية الزائف لمهاجمة قطر وقيادتها وشعبها ولايزال كل هؤلاء للأسف حتى الآن يحاربون بنفس الأسلحة البالية التي لم تنجح ولن تنجح بإذن الله وفوق هذا كله نحن ممنوعون من بيت الله الذي من المفترض ألا يكون خاضعاً لسلطة تمنع من شاءت من زيارته وتمنح من تريد وكأنه ملك خاص من أملاكها متناسية أن هذا بيت للمسلمين جميعاً وما هي إلا حاضنة له لا متحكمة فيه ولا متسلطة ولا حاكمة ولكن للأسف أن حكومة السعودية ظنت أن الحرمين الشريفين ما هو إلا مملكة داخل مهلكتها يحق لولي عهدها أن يمنع من المسلمين من لا يتوافق مع سياسته المتهورة وأن يدخل صحن الكعبة بذلك الجبروت ويوقف الطواف ويعتلي سطح الكعبة بل ويأمر بالقبض على مطلوبي الميليشيات المجرمة كما جرى مع معتمري حزب الوفاق الليبي واللذين كانا في رحلة عمرة لمكة قبل أن يتم القبض عليهما وتسليمهما للجنرال المتقاعد حفتر زعيم الميليشيات المعادية في ليبيا والتي تقوض أمن ووحدة هذا البلد العربي الشقيق فهل بعد هذا كله نأمن على بيت الله من تسلط هذه الحكومة التي سيست الدين وجعلت من أزمتها المفتعلة ضد قطر وسيلة لتفجر خصومتها بهذه الصورة المفجعة والمؤسفة فعلاً ؟! كيف لنا ونحن الشعب الخليجي العربي المسلم الجار أن نكون ممنوعين من العمرة والحج وزيارة بيت الله ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفوق هذا كله يضع ابن سلمان شروطه المجحفة في الحج على نفقة والده وعلى متن خطوط بلاده السعودية في صفاقة منه في أن تسمح دولة قطر للخطوط الجوية السعودية بأن تحط طائراتها في مطار حمد الدولي بينما طائرات الخطوط القطرية وكل خطوط الطيران التي تقلع من قطر هي ممنوعة من الطيران في أجواء هذه الدول الثلاث بالإضافة لمصر ؟!. فهل العمرة والحج على الخطوط السعودية وعلى نفقة الملك سلمان هي حلال وجائزة شرعاً ومستحبة بينما عمل هذا على متن الخطوط القطرية أو أي خطوط أخرى تقلع مباشرة من مطار الدوحة لمدينة جدة أو غيرها في السعودية هو إجراء محرم ومكروه وغير مستحب مثلاً ؟!. ولذا ليس علينا ونحن نقترب من إتمام السنة الثانية للحصار وفي ذكرى رمضان الثالثة إلا أن ندعو الله أن يجمعنا في بيته الكريم في عمرة وحج وصلاة وذكر لله وأن ينتقم لنا ممن ظلمنا وحرمنا ولازلنا محرومين من هذا وأن يكتب لنا زيارة قريبة تقر بها أسماعنا وأنظارنا وتهدأ لها قلوبنا.. قولوا آمين فإننا في أيام مفترجة !. فاصلة أخيرة: اللهم انتقم من الظالمين ومن خصومنا ممن لا يخافون الله !. [email protected]