معاقبة المنضبط

حضرت مرة ورشة تدريبية تبدأ الساعة الرابعة عصراً. خرجت من عملي الساعة الثالثة وكنت أرغب بالذهاب لمكان آخر لإنهاء بعض الأعمال ولكن لضيق الوقت قررت أن أذهب مباشرة لمكان انعقاد الورشة، فوصلت مبكراً وانتظرت حتى الوقت المحدد، ولكن كان الحضور شخصين فقط. أخبرنا المدرب أن عدد المسجلين في الورشة ١٠ أشخاص، لذا فعلينا أن ننتظر حتى وصول الأغلبية، وبعد ٤٥ دقيقة من الموعد المقرر لبدء الورشة، بدأ المدرب ورشته وكان الحضور ٧ أشخاص فقط. ندمت لأنني لم أذهب لأنهي عملي وأحضر متأخراً للورشة التي لم تبدأ في الموعد المحدد. كثيرة هي المواقف التي نشعر وكأنه تتم معاقبتنا بسبب انضباطنا، كتلك المرة التي ذهبت فيها لإحدى الدوائر الحكومية وطلب مني الموظف قائمة ببعض المستندات التي ينبغي أن أحضرها معي، فاضطررت للعودة بعد عدة أيام بعد أن قمت بتجهيز كافة المستندات المطلوبة، ولكني فوجئت أن الموظف كان يغض النظر عن بعض المستندات المطلوبة من بعض الأشخاص الآخرين، فقط لأن الشخص أخبره بأنه أتى من مكان بعيد، أو غيرها من الأعذار التي كنت أستطيع التعذر بها لأنها تنطبق علي أيضاً. وكنت أشعر بالغبن الشديد بسبب ذلك، فقد قضيت عدة أيام لتحضير كافة المستندات، بينما غيري حصل على ما يريده من الزيارة الأولى بالرغم من عدم استيفائه جميع المتطلبات. كان من الممكن أن يطرح المدرب موضوعا شيقا للنقاش خلال الفترة الأولى من الدورة، ثم يبدأ في الدورة الفعلية عند اكتمال الحضور. وأن يقوم الموظف بإنهاء معاملتي بشكل أسرع ممن لم يستوف كافة المستندات المطلوبة، حتى لا ينتشر في المجتمع التراخي وعدم الانضباط بالمواعيد ولا باللوائح والقوانين، ولا تتم مساواة الشخص المنضبط بغير المنضبط.