13 سبتمبر 2025
تسجيل• لمناسبة اجتماعية هبطت الخرطوم ليلا .. فاذا هي عامرة بأهلها وساكنيها وضجيج سياراتها من كل صنوف مصانع الدنيا وجياد المجمعة محليا والركشات الهندية والتايوتا التي يعشقها السوداني ويقول ان رغبت شراء سيارة فهي ( تايوتا وبس ) ,, هذه المدينة كعود القرنفل والصندل جاذبة .. وكالبقرة الولود والماء السلسبيل تروي عطش حب الوطن الذي يغذي الروح .. فما بال اننى هبطت " أم در " لعرس بت بخيتة .. دلفت " لبيت العرس " فاذا بالنساء بكامل اناقتهن ونقش الحنة والبخور المعطر بصناعة نسائية مؤغلة في القدم .. يفوح عطر الصندل المخلوط بالضفرة والمسك في كل ارجاء الدار العتيقة ال د. دقش وبخيتة امين .. ذلك العطر نبع من بين اضلع النساء وكانهن معجون اضلعهن بالمسك والكافور والشب واللبان.• المناسبة كانت زيجة مختلطة ما بين فتاة رشيقة القوام مليحة الوجه وعريس من أحد بلاد افريقيا يجلس على أحد مقاعد منظمات الامم المتحدة .. جاء العريس وفي رهطه أهله وأصدقائه ومعارفه فكان تزاوج حميم بين بلاد السودان الواسعة التي تحتضن الكثير من الثقافات والعلوم والتراث الغني حد الثمالة لتنوع الناس وعمق محبتهم واندماجهم في بوتقة حياة رغم غلاء المعيشة ومفارقات الاسعار بهذه الخرطوم.• نساء السودان يلفون أجسادهن بأثواب الحرير والمطرزات ويخضبن أياديهن بالحناء بأشكال هندسية وعصافير وزهور .. وهؤلاء " الحنايات " يبدعن أشكالا تتماذج والمناسبات الاجتماعية فهناك رسومات لحفلات التخرج وأخرى ليوم الخطوبة وثالثة للاعراس واخريات للجرتق والصبحية وللمباركة وللفال الحسن ولتعديل المزاج .. لوحات تشكيلية فارهة وعميقة قد لا يستطيع خريجو معاهد الفنون التشكيلية اتقانها بكل تلك التفاصيل التي تتقنها الحنايات .. وهو باب رزق كريم دلفته الفتيات والنساء للاناقة وكمصدر للاعاشة وتحمل اعباء المعيشة التي تتسارع وتيرتها بصورة مزعجة.• والسودان الذي يعرف بانه البلد الوحيد في العالم ذو الثلاث مدن لعاصمته ( الخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري ) فأم در عاصمته الوطنية والخرطوم حيث الدواوين الحكومية وقصر الحكم وتوابعه والمقار الرسمية للسفارات وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية .. والخرطوم بحري العاصمة الصناعية والتي يسكنها غالبية ممثلي السلك الدبلوماسي كمحطة استجمامة من رهق الحياة العملية ونهر النيل تمخر مياهه في كبرياء وعنجهية تشابه الشخصية السودانية .. وتتدفق مياه النيل الابيض والازرق ليلتقيا في نقطة تعرف بمقرن النيلين ليسير شمالا في اعجوبة من عجائب الدنيا لا تمثل إلا القدرة اللالهية حكمته الازلية في تسيير شؤون العباد والبلاد .. اذا جلست في أحد مقاعد شارع النيل لتتمعن في هدير المياه ما بين زرقتها وتلك التي تأتي محملة بالطمي سماد الارض للزرع وللحيوان ولعمار الارض تقف مندهشا لهذا التماذج الذي يشابه تماما مكونات " الزولات " بكل تفاصيل طباعها ونسيجها الاجتماعي الموغل في الحممية من ناحية والمعتد باصوله وبقيمه المشتقة من ترابط اسري جاء من الشمال والغرب والجنوب والشرق فخلق بوتقة تلاقي انساني يشابه الارض الخضراء والصحراء القاحلة ومياه النيل المتدفقة .• هبطت الخرطوم للفرح بالعروس " رانيا ابراهيم دقش " بنيت صديقتي د . بخيتة امين فامليت فرحا وغسلت دواخلي من كل ما علق بها خلال بعاد طال عن الوطن خضبت اطراف يدي بالحنة رمز المحنة وصافحت بقلبي وروحي كل من حضر ذلك العرس الانموذج الذي استدعت له بخيتة كل تراث السودان وهكذا هن نساء بلادي .. مبروك.