12 سبتمبر 2025

تسجيل

واقع رعاية الموهوبين

25 أبريل 2014

يعد الاستثمار فى الطاقات البشرية من أهم أنواع الاستثمار على الاطلاق. وان استثمارهذه القدرات مقياسا حقيقيا لتقدم الأمم،حيث يعتبر الانسان هو العنصر الرئيس لأى نشاط اقتصادى أو اجتماعى أو تربوى أو ثقافى أو سياسى، لذا تسعى جميع دول العالم على اختلاف أنظمتها لتأهيل أفرادها، وان كانت تختلف فى مستوى ذلك التأهيل حسب البعد التنموى الاقتصادى للدولة. والجدير بالذكر فان الحرب العالمية الثانية كانت نقطة تحول انعكس أثرها على جميع المجالات ومنها المجال التربوى مما أدى الى زيادة اهتمام الوالدين بسير العملية التربوية فى المدارس، ولعل أبرز ملامح هذا الاهتمام تمثل فى النشاطات التالية: تأسيس الجمعية الأمريكية للأطفال الموهوبين عام 1947 م. ويعد نجاح الروس فى عام 1957م فى غزو الفضاء الشرارة الأولى التى استفزت الأمريكان، وأدت الى ايجاد قناعة بأن التقدم التكنولوجى الروسى لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة تفوق مواهبهم وفاعلية طرق تعليمهم ورعايتهم للموهوبين، مما أدى الى اتساع النظام التعليمى الأمريكى ليشمل تقديم أفضل للبرامج والنظم التربوية لاعداد الموهوبين ورعايتهم باعتبارهم أمل أمريكا. وان التفوق العلمى للدول الصناعية المتقدمة كان ومازال نتاج عقول الموهوبين من رجال الفكر والمعرفة الذين تمت رعايتهم والاهتمام بمجالات ابداعاتهم منذ سنواتهم الأولى فى حياتهم الدراسية وفى المقابل نجد مؤسساتنا فى الوطن العربى لم تول اهتماما فاعلا او ايجابيا ومازالت فى بدايتها نتيجة غياب التنسيق والتكامل بين مؤسسات التعليم والتعليم العالى والجهات ذات العلاقة وان المساهمات والجهود الفردية لرعاية الموهوبين ينقصها التخطيط والتنظيم وينقصها توفيرالامكانات المادية والبشرية المتخصصة لانجاح هذه البرامج. وتعد مرحلة التعليم الأساسى اكثر مراحل التعليم فاعلية وأهمية بما تهيئه لابناء المجتمع من تربية واهتمام فينبغى على المؤسسات الخاصة والحكومية ان ترعى الموهوبين رعاية شاملة للحفاظ على مواهبهم من خلال مواجهة التحديات والمعوقات سواء كانت هذه التحديات تعليمية او اجتماعية او مادية. بالاضافة الى ضرورة الأخذ بالاعتبار نوع الذكاء استنادا على نوع الذكاءات الثمانية وليس على نسبة الذكاء فهذا يعتبر مؤشرا للذكاء فقط وعليه اعداد واعتماد اختبارات تكشف وتحدد نوع الذكاء لا للنسبة وعدم اغفال استراتيجيات تعتمد على توظيف القدرات العليا للتفكير. اما بخصوص التحديات على مستوى الدولة فهو تبنى اعداد واعتماد سياسة ووضع استراتيجية وطنية قطرية فى مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين وجعلها من أولويات نظامنا التعليمى حصر الطلاب الموهوبين بمختلف فئاتهم العمرية ومجالات مواهبهم وابداعاتهم لتشكل قاعدة بيانات متكاملة كذلك تأسيس مدارس تعنى برعاية الموهوبين والمتفوقين واصدار التشريعات اللازمة ليسمح بالتسريع الخاص بالموهوبين والمتفوقين. الاستفادة من تجارب دول العالم فى مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين، كما نؤكد على تطوير وتقنين أدوات الكشف عن الموهوبين على البيئة القطرية وتبنى واعداد منهاج يعتمد على الذكاءات المتعددة مع تطوير مناهج اثرائية مقننة فى جميع المواد الدراسية للطلبة الموهوبين والمتفوقين مع التأكيد على أهمية الاهتمام ببحوث الموهبة والابداع والتفوق فى الجامعات ومراكز البحث العلمى والتربوى بالاضافة الى اهمية اعداد وتنفيذ برامج تهدف الى توعية أولياء الأمور والمعلمين والمجتمع بغرض رعاية الموهوبين والمتفوقين. وختاما تعتبر اليابان أمة المائة والعشرين مليون متفوقاً، وبالرجوع الى تجربة اليابان فى رعاية برامج الموهوبين والمتفوقين فلا غرابة فى أسرار تفوقهم سواء فى الانتاج والابداع والادارة وصناعة الآليات نظرا لوجود استراتيجية واضحة تتضمن اهتمام معلمى اليابان بالأطفال المتفوقين عن طريق تنمية القدرات والمهارات لديهم والتركيزعلى تنمية المواهب والقدرات للأطفال قبل سن الالتحاق بالمدارس كما ينظر المجتمع اليابانى الى كل طفل على أنه يمكن أن يكون موهوباً ومتفوقاً. مع وجود وعى وتعاون من قبل الاباء والمعلمين فى تنمية المهارات التى تؤدى الى الابتكارية وكل هذا يعتبر من العناصر الأساسية فى العملية التربوية للتجربة اليابانية. سؤال يطرح نفسه متى نقول (تجربتنا القطرية لرعاية الموهوبين )؟؟؟؟ فلسفتى (كلمات تفتح الأبواب المغلقة)