10 سبتمبر 2025
تسجيلإلى متى ثقافة الإهمال حاضرة؟ إلى متى ابسط قواعد الأمن والسلامة غير متوفرة؟ إلى متى التساهل في اعطاء الرخص التجارية دون دراسة حقيقية للمخاطر والتهديدات المتوقعة؟ إن الأضرار الجسدية والمادية جراء حدوث انفجار في اسطوانة غاز بمطعم "هلا اسطنبول" وخاصة ان بجواره مباشرة مجموعة كبيرة من المطاعم المتلاصقة، كما انها تقع في وسط منطقة مكتظة سكنيا وإداريا والأخطر بامتداده محطة بترول مجاورة ولو لا السيطرة على الموقف والذي حال دون وقوع كارثة كبيرة ولولا لطف الله لكانت مأساة إنسانية قد وقعت في المنطقة. نحن مجتمع لا نستفيد من دروس كثيرة، ولم توقظه أجراس إنذار عديدة، ولعل ابرزها كارثة الفيلاجيو او زلزلال منطقة الأبراج. اتساءل هل هذه الأزمة ستمر مرور الكرام، هل سيتحرك المسؤولون قبل وقوع حريق او انفجار آخر او بالأحرى ازمة اخرى مستقبلاً سواء طبيعية او بشرية، ام سنظل لا نتحرك إلا بعد الكوارث نشكل اللجان وتتحرك الجهات المعنية حسب الموقف فقط، اذن ما الواجب فعله بعد الازمة؟ كيف نكون (مجتمع مستعد) مثل باقي الدول المتقدمة. الإشادة بالذكر بأن أمريكا أنشأت وزارة مهمتها إدارة الكوارث والأزمات هي وزارة الأمن القومي وكذلك في روسيا، في حين بدأت كل من دولة الإمارات وسلطنة عمان في إنشاء هيئة وطنية لإدارة الأزمات، تتركز مهامها في أربع مراحل أولها مرحلة "التخفيف أو الوقاية" من خلال التنبؤ بالأزمات قبل حدوثها من واقع المخاطر والتهديدات التي يتوقع حدوثها بيئياً وطبيعياً وخلافه لأنّ كل كارثة لها أساس علمي في التعامل معها قائم على دراسات وأبحاث وتجارب. اذن ما ضرورة تأسيس هيئة وطنية مختصة بإدارة الأزمات في دولتنا الحبيبة قطر؟ من وجهة نظري تأسيس هيئة وطنية مختصة بإدارة الأزمات ضرورة وطنية ملحة، ستتيح للدولة التكيف مع كافة المخاطر المتوقع حدوثها لمواجهة الأخطار والوقاية منها وإدارتها بأسلوب علمي ومهني قائم على دراسات واستراتيجيات تقوم بدور جرس انذار يبلغ عن الحوادث المحتملة ويقدم الحلول المقترحة تمنع من حدوث الأزمة أو تحد من أضرارها نتيجة الاستعداد القبلي لها، كما أن هذا المفهوم سوف يسهم في تحول كبير لمفهوم عمل الإدارات العاملة في مختلف قطاعات الدولة وقت الأزمات، من خلال استغلال البنية التحتية المتاحة والتأكيد على عدم الازدواجية بين الجهات المعنية والمواءمة بين أعمال المؤسسات المعنية بالأزمات قبل وخلال الكوارث. كلمة حق كل الشكر والتقدير للجهات المعنية للتعامل مع الموقف ووعي المجتمع مواطنين ومقيمين لتقديم الدعم والمساندة واستجابة نداء الوطن وابرزها التبرع بالدم مما يدل على وعي وثقافة مجتمعنا في التعامل في مثل هذه المواقف. فلسفتي (كلمات تفتح الأبواب المغلقة)