11 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة قطر وتحديات المستقبل

25 أبريل 2014

يتطلب من جامعة قطر التأسيس لموقف ورؤية إزاء كل ما يواجهه المجتمع القطري من اختلاف في الثقافات الحالية والمستقبلية التي تظهر في أفق القرن القادم،‏ لتطوير إمكانيات الطلبة إلى أقصى درجة ممكنة، والعمل على حل المشكلات التي تظهر في الساحة القطرية والعربية والإقليمية والعالمية. فهل جامعتنا جاهزة لتعلم الطلبة القطريين البنى المعرفية وأنماط اكتساب المهارات الإبداعية والدافعية الذاتية، وتوفير إمكانية تعلمها وتعليمها، فهناك ضرورات حقيقية للإبداع المحلي في هذا المجال لحل المشكلات وللتعامل مع التحديات التي تظهر، وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى أن الفكرة التي يجب أن تركز عليها جامعتنا القطرية هي اكتساب المعرفة والخبرة والمهارة، وليس اكتساب لغة أجنبية. وبالنظر إلى جميع الجامعات المرموقة في العالم نجدها تدرس هذه المعارف والخبرات بلغتها الأم، مع مراعاتها لجميع الأسس والقواعد التي يجب اتباعها في الانفتاح على الحضارات الأخرى، لأن الدافعية الذاتية والفاعلية تعد نتاج البيئات الاجتماعية والثقافية التي ينشأ فيها الأفراد، فقد خرجت العديد من الجامعات العربية علماء بارزين وعلى سبيل المثال العالم أحمد زويل تخرج في جامعة الإسكندرية والتي تستخدم اللغة العربية لغة للتدريس، ما أود التأكيد عليه هو أن استخدام اللغة العربية في تدريس الجامعات لا يحول دون تخريج علماء لأن الأمر لا يتعلق باللغة بل باستعداد الأفراد وطريقة تعلمهم. من هنا كانت أهمية وضع إستراتيجية مرحلية وخطة عمل زمنية يتحدد فيها بطريقة إجرائية، ما المطلوب عمله، في سبيل تصحيح المسار المتعلق باستخدام اللغات الأجنبية في التدريس والمهارات والأهداف، واستبدال بها اللغة العربية، التي تعبر عن هوية وثقافة المجتمع القطري، كما لا بد من الجهات المكلفة بالتنفيذ، تحديد جميع المراحل والإجراءات الضرورية التي تمكن جامعتنا من انفتاح الفكر العالمي بما يتناسب وطبيعة المجتمع القطري العربي المسلم. تجدر الإشارة هنا إلى أن تدريس المواد في الجامعة باللغة العربية لا يقلل من أهمية الحرص على تعلم اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، ولكن نركز هنا على أن التعليم الجامعي لا يجوز أن يقتصر على تعلم لغة معينة، بل يجب أن يركز على جميع المعارف والمهارات والعلوم مع الأخذ بعين الاعتبار تعلم اللغات الأجنبية. فلا بد أن تخدم اللغة المستخدمة في التدريس شبكة الاتصال بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، والمجتمع المحلي، كما لا بد أن توفر هذه اللغة إمكانية التشارك بالمعلومات الأهداف الرئيسة للجامعة والسياسات العامة والبرامج العملية، ومن هنا يتبين أهمية استخدام اللغة العربية في التعليم بجامعة قطر. وختاما ما أحوجنا للتمسك بلغتنا والاهتمام بالعلم وتحفيز أصحابه من خلالها، على غرار اليابان والصين وإسرائيل وكوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونج وسنغافورة وماليزيا. فلسفتي (كلمات تفتح الأبواب المغلقة).