14 سبتمبر 2025
تسجيلجاء في كتاب "كليلة ودمنة" أن تاجرا كان له جوهرة غالية الثمن، استأجر صانعا لثقبها في اليوم مقابل مائة درهم، فانطلق الرجل لمنزل التاجر وهم بالعمل فإذا بناحية من الدار صنج — آلة من آلات الطرب — فسأل التاجر الصانع إن كان يجيد العزف بالصنج؟ فقال له الصانع نعم اجيد العزف وكان ماهرا بالفعل، وأخذ يعزف حتى أمال رأس التاجر طربا إلى نهاية اليوم، ولما جاء موعد انصراف التاجر طلب الصانع منه أجرته فقال له التاجر ولكنك لم تثقب لي الجوهر،.... أي لم تلتزم بما طلب منك. كيف يمكن أن نرتقي بالعملية التربوية والتعليمية ونحن نشاهد غياب وانعدام ثقافة الالتزام لدى طلابنا، وأولياء الأمور وهم من المفروض أن يكونوا المثل الأعلى لأبنائهم فيما يتعلق بالالتزام. إن الاستهانة بالالتزام يهدر الموارد البشرية والمادية في النظام التعليمي، جهود كبيرة تتبعثر بسبب عدم الالتزام بالحضور، لماذا يجب أن تتم العملية الإدارية بدل المرة مرتين أو ثلاث، لماذا كل هذا التشتيت في جهود الإداريين والأكاديميين. يمضي أسبوع على بدء العام ومازال العديد من الطلبة غائبين عن المدرسة، مما يتسبب في عرقلة الكثير من الأمور الإدارية والأكاديمية. وهذا ينعكس وبشكل مباشر على التحصيل الأكاديمي والمعرفي والمهاري لدى الطلبة، لذلك نحتاج إلى وقفة تأملية طويلة تأخذنا إلى الطريق التي يمكن من خلالها ممارسة قيم الالتزام والنظام في سلوكنا اليومي، وسلوك أبنائنا الطلبة. إن الاستمرار في تهميش تعلم القيم من قبل الطلبة وأولياء أمورهم سوف يؤثر على سير العملية التعليمية في تحقيق أهدافها، كما سوف يعرقل خطوات سيرنا نحو النجاح والتقدم، إن ثقافة الالتزام لا بد أن تنتشر في الأسر ومن ثم المجتمع حتى نسهم في تقديم الخدمات النوعية لأبنائنا الطلبة بتعاون الأسرة. ختاما: تقديري واحترامي لكل أم وأب يقدرون جهود العاملين بالتعليم. فلسفتي /كلمات تفتح الأبواب المغلقة