13 سبتمبر 2025
تسجيللقد خلق الله سبحانه وتعالى في النفس الاستعداد للتقوى، والاستعداد للفجور، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس 7، 10.وعندما تترك النفس دون مراقبة وتقويتها بالإيمان والتقوى، فإنها ستطغى، ويكون طغيانها لا حدود له، وهذا يكون عائقا في وجه التغيير الذي نطمح إليه وهو التغيير ما بالنفس. ولو تأملنا في النفس البشرية لديها القابلية للهداية والقابلية للفجور، فلا يولد شخص على ظهر الأرض إلا وفي نفسه هذه الخاصية بل وتظل معه، وليس معنى أن أغلب الناس قد سار وراء هوى نفسه ورغبتها في الفجور أن تنعدم قابليتهم للهداية، ربما قد تضعف بمرور الوقت وطول الأمد وذلك نتيجة لقسوة القلب والبعد عن طريق الله تعالى، إلا أن هذا لا يعني عدم الرجوع إلى طريق الله تعالى والتوبة، فالله تعالى كما أنه يحيي الأرض بعد موتها، فإنه عز وجل يحيي القلوب كذلك، مصداقا لقوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة ابني آدم، فهما أخوان شقيقان تربيا في نفس البيئة، لكن أحدهما ألجم نفسه بلجام الخوف من الله عز وجل، والآخر تركها دون هذا اللجام فألجمته وأسرته ثم أرغمته على قتل أخيه انتصارا لها وتحقيقا لرغباتها، فأطاعها يقول الله تعالى: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ). وأفضل علاج لطغيان النفس وخطورتها هو الإيمان، فالإيمان مفتاح لكل خير، وهو مفتاح النجاح، ويعمل على التغيير ما بالأنفس ويوجهها إلى طريق التقوى ويبعدها عن طريق الفجور، والإيمان بداية الحل لأي مشكلة، والقرآن الكريم يبين لنا أن الإيمان والتقوى هو طريق الفلاح والنجاح والطريق الذي يقف أمام طغيان النفس وخطورتها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا). - همسة لا تذكر الماضي فهو السيف القاطع للعنق، الصديق الوفي للقلق، الفاتح لسبيل الأرق، ولكن تقدم بعزيمتك ورغبتك وصمودك وهمتك وثقتك الكبيرة بالله ثم بقدراتك.