13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تتركوا الحل للوقت !

25 مارس 2021

هل من المعقول أن يضيع الحوثيون فرصة توقف الحرب في اليمن بسبب أطماعهم الشخصية التي يرمون لها ؟! في الواقع لم يكن مستبعدا عن جماعة الحوثي أن يرفضوا مبادرة السعودية التي تم طرحها من يومين ورحبت بها دول الخليج والأمم المتحدة بل ووافقت عليها الحكومة اليمنية وظل الجميع في انتظار رد الحوثيين الذين ماطلوا فيه حتى أعلنوا الرفض المطلق لهذه المبادرة التي وصفوها بالعادية وإنها لم تأت بجديد بحسب قولهم بل ولم يكتفوا بالرفض فقط بل أعقبوه بصاروخ باليستي على مطار أبها السعودي أثار استنكارا واسعا من قبل الحكومات الخليجية والمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي أعرب عن أسفه بعد رفض ميليشيا الحوثي للمبادرة السعودية والتي كان يمكن أن تعيد الحياة في شرايين اليمن المرهقة من شدة الحرب بين الطرفين والفقيرة غذاءً ودواءً لا سيما وإن المبادرة وسعت من دور الأمم المتحدة للإشراف على جميع العمليات في ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء دولي لبدء الرحلات الإقليمية والدولية وإنعاش الاقتصاد اليمني والدفع بالعملة اليمنية التي هوت منذ بدء الأزمة على أرضها. لكن الحوثيين الذين يخشون أن تسقط هيبتهم أمام أنصارهم وتابعيهم ناهيكم عن خوفهم من أن يُسحب بساط سيطرتهم الكاملة على العاصمة صنعاء بعد جلوسهم على طاولة الحوار مع الفرقاء اليمنيين والذين يمثلون الحكومة اليمنية الشرعية والذين ستكون أحقيتهم بالحكم هي النسبة الأعلى إذا ما ساندتهم الأمم المتحدة وحكومات الخليج والعرب كافة، ولذا لم يكن مستغربا أن يمارس الحوثي عنجهيته في رفض المبادرة والترويج لهذا الرفض بأسباب واهية تثبت أنهم يفعلون عكس ما يقولون وأنهم شخصيا لا يهمهم أن تقف هذه الحرب إلى هذا الحد رغم أن المراقب للشؤون اليمنية سوف يتأكد بأن الحوثيين أنفسهم يكابدون المشقة والويل والخسارة في الأرواح والمعدات في كل غارة للتحالف ومن سوف يخسر من كل هذا ؟! بالطبع اليمنيون هم الخاسر الأكبر من وراء هذا التعنت الحوثي غير المبرر والذي يكذب بشأن حرصه على مقدرات اليمن أرضا وشعبا وبالتالي ليس سهلا أن نرى صورا مؤلمة لقتلى يمنيين أبرياء ضحية هذه الغارات وعليه يجب أن تباشر الأمم المتحدة دورها النافذ في إجبار الحوثي على القبول بالمبادرة بتكثيف دور مبعوثها غريفيث أو حتى أن ينشط الدور الأمريكي من خلال مبعوثها تيموثي ليندركينغ لنفس الهدف وهذا لن يتحقق إلا بالتعرف على نقاط ضعف هذه الجماعة التي تتوسع كثيرا عما قبل وبالاستعانة بمن يمكنهم التأثير عليها وأنا هنا لا يمكنني تجاهل دور سلطنة عمان الشقيقة التي سعت وتسعى مشكورة لوقف حمام الدم في اليمن من خلال تشجيع كافة الأطراف اليمنية على قبول مبدأ المصالحة والمصارحة على طاولة حوار واحدة لاختيار من يمكنه أن يكون جديرا بتطلعات الشعب اليمني الذي عانى ويعاني الكثير منذ نشوء الحرب على أرضه وتفجر الأزمة فيها ولا شك أن الاستعانة بجهود عمان لا يمكن أن يكتمل دون طلب الوساطة أيضا من إيران التي تُتهم مرارا وتكرارا بدعمها لجماعة الحوثيين وأن لها سلطة عليهم وهذا ما تنفيه طهران دائما لكنها ترحب بأي وساطة لها في الأزمة خصوصا وأنها أعلنت ترحيبها بالمبادرة السعودية وعرضت مساعدتها في أي شأن يتعلق بإنهاء معاناة شعب اليمن وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ولذا فإن أي جهود يمكن أن تسهم في الحل فيجب على الأمم المتحدة أن تمسك بأول خيوطها وألا تفقد الأمل في أن حل الأزمة يجب أن يكون عاجلا ووافيا لكل شروط الحل النهائي لأزمة ممكن أن تتحول لقنبلة موقوتة سريعة الانفجار ولن تتوقف شظاياها في اليمن وحدها بل إنه يمكن أن تصل إلى المنطقة بأسرها لا سمح الله فلا تتركوا المسألة للوقت ليحلها رجاءً !. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777