11 سبتمبر 2025

تسجيل

عصر التطور القوي للطاقة وخدماتها التنموية الواسعة

25 مارس 2020

شهدت العصور الأخيرة وبالتحديد منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تطورات علمية هائلة في العديد من المجالات وخاصة التقنيات الصناعية، وعلى الأخص مجال العلوم المتعلقة بالصناعات الحديثة ونموها، التي تعود على رفاهية الإنسان بشكل مباشر مثل آلات الحركة ذات الاحتراق الداخلي التي انعكست بالمزيد على تطور الإنسان ورفاهيته وسهلت حركته الأرضية والجوية والبحرية وزودته كذلك بوسائل الاتصالات الحديثة إضافة إلى الأهم من كل ما تقدم وهو صحته البدنية وتطور وتقدم بحوثه العلمية التي زودته بآخر المبتكرات العلمية. وخلال هذه النهضة الهائلة تركزت رفاهية الإنسان في التطور والنمو وفي وسائل خدماته ومختلف حياته في السفر والمعيشة والحياة المرفهة والتطور العلمي وحصول الإنسان على احتياجاته الترفيهية في مختلف حياته اليومية وجعلت حركة الإنسان عالية المكانة وشبه كاملة الرفاهية بعد الانتقال من استخدام الحيوان مثل الجمال والحيوانات الأخرى في سفره إلى استخدام السيارات والطائرات ووسائل النقل البحري الحديثة في سفره البري والبحري والجوي، وجاءت تلبية هذه الاحتياجات الإنسانية مع ازدياد استهلاك الإنسان من البترول خاصة خلال القرن العشرين لتلبية الصناعات وحركات الناقلات المستحدثة. ومع مواصلة الاستفادة من البترول تطورت صناعة الآلات من حيث الحجم والسرعة وصنع الأشكال الجميلة ذات الرفاه الممتاز لمختلف احتياجات الإنسان في مختلف أسفاره القريبة والبعيدة والمتوسطة، وكانت نتيجة التوسع الهائل في استهلاك البترول أن تضاعف مع الزمن استهلاكه وبكميات مضاعفة خلال السنوات التي مرت على استخدامه في مختلف الأغراض الضرورية والترفيهية الإنسانية عبر الصناعات العملاقة الجديدة وعبر السفر البعيد والقريب والمتوسط وغيرها من الأعمال التي تخدم الإنسان وتساعد على مواصلة تطوره. وكان نجاح البترول في دعم النمو الاقتصادي الحديث بالوقود ساعد على إحلال أسرع لعملية استبدال مصدر الطاقة في تاريخ البشرية التي كان الفحم ضحيتها الأولى بعد أن ظل مصدر الطاقة الرئيسي للثورة الصناعية والمتفوق الأول على منافسيه حتى عام 1950 عندما كان لا يزال يقدم نسبة "65" في المائة من حاجة العالم للطاقة غير أنه انتهى بحلول منتصف ستينيات القرن العشرين عندما احتل البترول عرش الطاقة مكان الفحم الحجري وغيره. ومنذ منتصف الستينيات شكل البترول الانتصار الكاسح بعد أن أصبح أكبر مصدر للاستهلاك نظرا إلى أنه أصبح إنتاج المحركات بالجملة خاصة بين عامي 1950 و1973 عندما ارتفع عدد السيارات وغيرها من عربات الركاب في مختلف أنحاء العالم من 35 مليونا إلى 250 مليون عربة ركاب ونقل أخرى. ومنذ منتصف الستينيات ظلت هذه الأرقام تزداد حتى بعد صدمة عام 1973 عندما فاق عدد عربات الركاب "440" مليونا عام 1980 مليونا منها "148" مليونا في الولايات المتحدة وبعد تلك الفترة تحولت صناعات السيارات إلى مشهد عالمي خاصة في أوروبا واليابان. وبدأ هذا التحول العالمي في أوروبا واليابان عندما أدرك صانعو مختلف أنواع وأحجام السيارات أنهم يستطيعون استغلال تلك الشهية المتعاظمة للحركة عن طريق إنتاج سيارات رخيصة تناسب المستهلك وهكذا بعد حوالي أربعة عقود انغمست صناعة السيارات في إنتاج سيارات شعبية بأشكال مختلفة وبأعداد هائلة قفز هذا الإنتاج في أوروبا كلها من حوالي مليون سيارة عام 1972 إلى حوالي "11" مليون سيارة مع احتلال ألمانيا موقع الصدارة في الإنتاج بدلا من بريطانيا في عام 1956. والخلاصة أن كل هذه الوسائل التي يشهدها العالم اليوم والتي بلغت مستويات راقية في خدماتها الإنسانية فإنه من غير المستبعد أن يشهد العالم نهضة مواصلاتية جديدة ربما على وسائل أخرى أكثر تطورا وتقنية عالية المستوى تختلف عن السيارات في هذه المجالات المعتمدة على الطاقة البترولية حتى الآن وتختلف عن الأدوات المعتمدة على الابتكارات والاختراعات الحديثة.