13 سبتمبر 2025

تسجيل

فشل متواصل حول تحقيق مستقبل عربي منشود

18 مارس 2020

من كان يصدق أن يصل الأمر بنظام بشار الأسد مع عصاباته إلى اشعال حرب لم يعرف لها العالم أي مثيل من حيث الاجرام في القتل ليصل عدد الضحايا من الاطفال والكبار الى عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، ومن كان يصدق ان تشتعل حرب عراقية سنية شيعية لتحرق العراق بكل مكوناته المتعددة بشريا وماديا اضافة إلى تعرض وحدة العراق الجغرافية الى الخطر والضياع. ومن كان يصدق ان يأتي بدل القذافي ألف قذافي وتشتعل حرب أهلية ليبية لتحرق وتأكل وتضيع الثروات البترولية الليبية في الصحاري وبذلك يحرم الشعب الليبي من ثرواته لأول مرة وكل ذلك وما تزال المجازر في ليبيا من السيئ الى الاسوأ خاصة في المناطق الجنوبية وفي الوقت الذي يزداد تهافت حرامية النفط من كل مكان وكل منهم يبتكر الحيل وصولا الى الغنائم النفطية على حساب المواطن الليبي. وفي الوقت الذي نأمل الخروج من مطبات سوريا وليبيا والتوجه إلى السودان واليمن والعراق وغيرها في المنطقة العربية حيث تجري المجازر بأشكال وألوان من الدمار والتدمير لبلدانهم يتميز بالخبرة التدميرية لدرجة جذابة لكل مجرم وحرامي متعود على العيش في مثل هذه الافعال الفوضوية والتخريبية بين فترة واخرى وفي أكثر من بلد عربي ومنذ زمن طويل. نتطرق الى وضعنا العربي المزري والمؤلم الراهن رغم انه كان يفترض ان يكون تطرقنا بعد هذا الزمن الطويل من ممارستنا للديمقراطية وما تم انجازه خلال هذا الزمن ولكن مع الاسف الشديد قبل الحديث عن مثل هذه الديمقراطية فإن الانسان يصاب بشيء من الذهول عندما نحسب ان عدد الدول العربية حوالي /22/ دولة ولم تعرف أي من هذه الدول أي شيء عن النظم الديمقراطية الحضارية الحقيقية منذ وجودها. وفوق ذلك لم نعد نسمع حتى دولة عربية واحدة تتطرق في برامجها الى الديمقراطية من قريب او بعيد كما كانت تفعل في الماضي خاصة بعد ان عرفت قيادات أو أنظمة هذه الدول ان النظام الديمقراطي لم يعد كلاما فارغا عبر إعلام فارغ كما كان في الماضي وإنما بعد الوعي أصبحت الان هذه الديمقراطية لوائح ومواثيق تلتزم بها الدول المتحضرة وذات شرف بعيدا عن الثرثرة العربية عبر البرامج الفالتة كما كان الحال في الماضي. والمؤسف ان العديد من السياسيين العرب يحاولون بكل غشامة تفسير الديمقراطية على هواهم ويزعمون في احيان كثيرة انهم يحكمون بالديمقراطية ودون تفكير متغافلين أو متجاهلين بها وهي في الحقيقة بعيدة عن زعمهم وعن ادعائهم ضدها لان الديمقراطية كما يفهمها أهلها نظام سياسي معين ونزيه يتفق تطبيقه على الحاكم والمحكوم وعلى أساس الحق والعدالة التي زرعها الشعب بآماله ومختلف توجهاته بعيدا عن المحاباة والواسطات والنفاق الهمجي الفاجر. واذا كان قد حدث وتعاونت بعض دولنا العربية مع الغرب أو الشرق في أزمنة قديمة لانجاز بعض الصناعات مثل السيارات وغيرها فان ذلك قد توقف مكانه واصبحت مثل تلك الصناعات تعاني تخلفا شديدا نظرا لعدم تمكن دولنا من الوصول الى مثل هذه الصناعة مما يجعلها زائلة الى الفناء وتصبح دولنا العربية مجبرة كما كانت في الماضي لشراء كل احتياجاتها من الخارج وكأنها ليست لها علاقة في التطور الصناعي أو أنها غير موجودة في هذا التطورالعلمي الذي شهده العالم في الماضي والحاضر. والمؤسف كذلك انه حتى الان فان الثقة بين كافة الدول العربية لا تزال شبه معدومة ولذلك ظل وما يزال التعاون العربي مترددا ويميل الى الفشل في التعاون لاستغلال الثروات الزراعية والمعدنية والتعاون العلمي لا يزال محدودا لتطوير الكوادرالعربية القادرة على الانتاج والابداع ومواجهة المستقبل صناعيا وتكنولوجيا كما هو حال العالم. وبعد الفشل العربي الكلي في مشاريع التعاون الاقتصادية والصناعية والتجارية والانسانية مما يؤكد ان هناك مانعا أو عدة موانع تمنع العرب من التقارب والاستفادة من بعضهم البعض خاصة ان بلدانهم اذا وجدت التشجيع الصادق للاستثمار والتكامل الاقتصادي سوف يثمر مثل ذلك التكامل الاقتصادي والتعاون التجاري والتنسيق السياسي ويؤدى إجمالي ذلك الى نتائج ايجابية حاضرا ومستقبلا وصولا الى المجتمع المتحضر. ورغم ما تحمله الديمقراطية من المثل العليا والمعاني النزيهة في تعامل الانسان مع أخيه الانسان على البر والتقوى وعلى المستويين المحلي والخارجي ومع كل ذلك فان العالم العربي دون استثناء ثرثر فترة طويلة عن الديمقراطية ونسبها البعض الى نظامه كذبا ربما لاستعباط مواطنيه والبعض الاخر لجهله في مبادئ الديمقراطية. وفي الحقيقة لم يكن أحدنا من العرب أو غيرهم يتوقع ان تصل الامور العربية الى هذا المستوى المزري والمخيف على الاقل كنا نتوقع ان تظل الأمة متفرقة الى دول عربية دون وحدة لكننا لم نكن نتوقع ان يقتل السوري شقيقه السوري والعراقي شقيقه العراقي والليبي شقيقه الليبي واليمني شقيقه اليمني وهكذا في العديد من الدول العربية والاسلامية وما نزال حتى الان نسير من التقطيع الى التفتيت الماحق للقطر العربي الواحد. ولسنا بحاجة الى ذكر الامثلة عن الموارد العربية الاقتصادية الهائلة لان العالم يعرفها جيدا التي تبدأ بالثروة البترولية الضخمة ومعها العديد من المشتقات المتواجدة في مختلف الاقطار العربية والى جانبها ثروات زراعية هائلة وثروات معدنية وكلها لم تنل حتى الان العناية الكافية أو الاهتمام الجاد لمصلحة المجتمع العربي المشغول بالتناحر. وما يزيد الغبن والحسرة ان نظل نشاهد العالم من حولنا يبني وينتج ويصنع ويتقدم ونحن نتفرج على بعضنا البعض والاخطر العدوانية المتبادلة بين دولة وأخرى وبين جماعة واخرى في القطر العربي الواحد وكل ذلك يؤدى حتما الى تضييع وتفويت المزيد من الفرص المتاحة والمعروضة علينا من بعض الجيران الذين يريدون التعاون معنا لاستفادة الجانبين. ومع الاسف بعد حوالي /70/ سنة من التغني بالمستقبل المزدهر إلا أننا اليوم نبكي حظنا من إحباط وقسوة الفشل خاصة عندما نشاهد ملايين الاطفال العرب هائمين في الصحاري يتضورون جوعا.. فهذه الهزيمة التي منينا بها وفي كافة المجالات وفوق كل ذلك لجأنا كجماعات الى قتل بعضنا البعض بهمجية مرعبة بهدف الفوز بالسلطة التي ما تزال محل صراع ومنافسة لعدم وجود قوانين واسس تحكم العلاقة العربية بين الحاكم والمحكوم كما حال العالم. وقبل الختام في هذا الموضوع نؤكد ان الجميع يعرف ان المعنى الحقيقي لنيل الديمقراطية عربيا هو رفض الفساد رفضا شديدا ومحاربته مع اعوانه ورفض كل ما له علاقة بالاضرار التي قد تصيب المواطن ومهما كان هذا المواطن.. المهم ان الحق يظل في الديمقراطية هو الحق بين المواطن او الملك أو الرئيس أو أي مسؤول في الدولة المحترمة التي يحترم فيها المواطن حقوق أخيه المواطن دون أي شيء آخر. [email protected]