09 أكتوبر 2025

تسجيل

الهلع الشرائي

25 مارس 2020

بعد تفشي فيروس كورونا حول العالم، وانتشار الكثير من الإشاعات التي نشرت الهلع بين الناس، توهم الكثيرون أن الإجراءات الاحترازية التي تنصح بها الجهات الرسمية -كغسل اليدين وعدم مخالطة الآخرين- غير كافية لحمايتهم! فبدؤوا - في مختلف دول العالم - بالهرع لمتاجر السوبرماركت وشراء كل ما يستطيعون شراءه منها وتكديسه في منازلهم، سواء أغذية ومعلبات، أو مواد صحية ومنظفات، ومياه معبأة، أو ورق تواليت، بل ووصل الهوس في بعض الدول لإقبال الناس بشكل غريب ومريب لشراء الأسلحة الشخصية!. وهو ما يسمى علمياً بالهلع الشرائي Panic Buying. هناك عدة أسباب تدفع الناس لهذا السلوك، منها: تعزيز الشعور بالأمان: ففي ظل هذه الظروف الغامضة والشعور بفقدان السيطرة على مجريات الحياة اليومية، فإن تكديس المشتريات أمام ناظريهم يشعرهم بالأمان والسيطرة. انطباع خاطئ بندرة السلع: عن طريق تصيد البعض للحظات انتهاء سلعة معينة، وقبل قيام الموظفين بتعبئة الأرفف، ونشر هذه الصور في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يخلق دافعاً قوياً عند الأشخاص للشراء فوق الحاجة، كما يدفع البعض للجوء حتى للطرق غير الرسمية وبأسعار مضاعفة من المنتفعين من الأزمات. يكتنف سلوك الهلع الشرائي العديد من السلبيات، منها أنه سيحرم الآخرين من السلعة، والذين قد يكونون في حاجة أكبر لهذه السلع ممن قام بتكديسها. كما أن قلة المعروض سيؤدي لزيادة أسعارها وخلق سوق سوداء لها. ولعل من أفضل الطرق للتقليل من آثار هذا الهلع: تحديد كمية محددة لكل مشتر، أوعن طريق التسعير التصاعدي بحسب العدد (مثلاً: عندما يكون سعر العلبة الواحدة ٤ ريالات، فيكون سعر العلبتين ٤٠ريالاً، وهكذا). بالإضافة لرسائل تطمينية مستمرة من الحكومة تطمئن الناس بأن الوضع تحت السيطرة ولا يتطلب كل هذا الهلع. Twitter: @khalid606