14 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان يا عالم !

25 مارس 2019

تنشط هذه الأيام بعض القنوات الخليجية الفضائية بالإعلان عن قرب انتهاء تصوير المسلسلات التي ستعرض على شاشاتها خلال شهر رمضان المبارك المقبل بإذن الله، وقد فضلت أن أطلق استغاثة واعتبروها صرخة من منبر هذه الرمال لكل (مؤلفي الدراما الخليجية) أرجوكم لا نريد المزيد من (الأفلام الهندية) في مسلسلات رمضان.. لا نريد أن نرى (حصة) تحب (الدريول) وتصمم على الزواج به والهرب معه إلى ربوع (كيرلا) !!.. كما لا نريد أن نشاهد (راشد) وهو يتبادل المخدرات مع (المروج نصّور) في الشارع العام بينما دورية الشرطة تجوب بالمكان!!..وأيضاً مللنا من تتبع أهل اللقيطة (مريم) أو معرفة من سيكشف عن أبوته في اللحظة الأخيرة من المسلسل للشاب ( فيصل)..أو (هياتة) العوائل في الشوارع للبحث والتنقيب عن بيت يؤويهم حتى ولو كان أرضاً قاحلة لا ماء فيها سوى البحر والخيام!!.. وأرجوكم تعبنا من مشاهدة الأب المزواج والأم الضحية والبيت الآيل للسقوط والأسرة المشتتة والابن الصايع والبنت العانس والأخت (إللي ماشية على حل شعرها ومن شقة لشقة)!!.. تعبنا من رؤية كأس (الفيمتو) وهو يتنقل بين الشفاه ويلعب بالرؤوس لتغني بنغمة معروفة (رمضان كريم)!!.. فعلاً يا هؤلاء رمضان كريم بأخلاقه واحترام المعنيين بإثرائه للمشاهدين رغم أن هذا شهر تعبد لا تصيد للمناظر التي تجرح قدسيته. إن مصيبتنا في جميع صنوف الدراما التي نقدمها أننا نقدم كل (مصيبة وظاهرة سيئة تفتك بمجتمعاتنا) بمظهر (المتعة واللذة) فنصور في البداية متعاطي المخدرات وهو يرتشفها بأنه (طائر في السماء) من شدة النشوة واللذة التي يشعر بها وعليه يأتي الانطباع الأول والذي يمكن أن يستمر دون انتظار مأساة التعاطي الحقيقية التي تأتي في آخر حلقة بأن المخدرات متعة حقيقية فجربوها!!.. ويمكن أن يجدوا من اختلاس إحداهن للوقت الذي تهرب فيه من قسوة الأب وإهمال الأم ومراقبة الأخ إلى حضن السائق الحل السحري لكثير من الفتيات البائسات اللاتي يمكن أن يبتدعن أشكال هذا الحضن بأي شكل من الأشكال !..فلماذا لا نعطي لمشاكلنا حجمها الحقيقي دون جنوح مبالغ فيه لعرضه وكأننا مجتمعات فاقدة لمناظر صحية وتوعوية بناءة؟!!.. لماذا لا نعي حجم وخطورة هذا (البعبع) المتمثل في شاشة تلفزيون صغيرة لكنها جبارة والقادرة على التأثير بما لا تستطيع الأقلام والصحف والإذاعات فعله؟!..هل يكون التميز بتصيد ظواهرنا بهذه الصورة المفجعة التي تعطي أضعاف الحجم من حجمها الحقيقي وكأن المجتمعات الخليجية فاسدة ومصدر استرزاق لمن لا رزق له وأعني في التأليف والمبالغة التي (تشطح) بعيداً بعيداً؟!!.. ولذا ارحمونا من مشاهدة ما يمكن أن يخرج عن المعقول لا سيما وأننا تشبعنا رؤية المفاسد ونود أن نخرج بقيم تلفزيونية تعرض المشكلة لكنها تجتهد في حلول سريعة فعالة تجتثها وليس تخدرها، ولتكن النهايات سعيدة بالقدر المعقول وليس على شاكلة الأفلام العربية والهندية حيث تحضر الشرطة في الختام وقد انتصر البطل على ألف شخص بقبضة واحدة ولا إصابة به سوى خدش بسيط في اصبع يده الصغير!.. حتى رامبو نراه ينال حصته الوفيرة من الضرب المبرح!!...وتذكروا أنني أول شخص يهنئكم مبكراً... كل عام وأنتم بألف خير وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم!! ◄ فاصلة أخيرة: رمضان كريم يا عالم!. [email protected]