09 سبتمبر 2025
تسجيلهل سيأتي علينا يوم يكون فيه بالإمكان التحكم بالمشاعر الإنسانية من خلال مستحضرات كيميائية تتصرف في عواطفنا من حب وكره واشتياق ولوعة ؟! كل شيء ممكن ولو أن بعض القلوب القاسية أصبحت قادرة على ذلك من دون تلك المستحضرات. أعتقد جازماً بأن مجرد التفكير في الشيء يجعله ممكناً مهما كان يبدو صعباً أو مستحيلاً . ولكن هل نحن بحاجة لمثل هذا المستحضر في وقت تطالبنا فيه معتقداتنا ويحثنا ديننا الحنيف على المزيد من الألفة والمحبة والتسامح (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الآية ٢١ من سورة الروم . وما هي الحاجة التي تدعو لمجرد التفكير في التجرد من مشاعرنا التي جُبلنا عليها بالفطرة. لماذا قست بعض القلوب وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة وأصبحنا نسمع ونرى العجب العجاب في العلاقات بين الأهل والأقارب حتى أشقاء البطن الواحد وفي أحيان كثيرة على أتفه الأمور المادية في هذه الدنيا الفانية! وصل العداء والكره عند البعض إلى درجة لا يصدقها عقل تصل إلى القتل والعياذ بالله يتجرد الابن من عاطفة البر ويتجرد بعض الوالدين من أسمى عواطفهم الإنسانية وهي الأمومة فلم يكن أحد يتخيل أن تقسو قلوب الأمهات على فلذات أكبادهن. أوصلت ضغوط الحياة المصطنعة البعض إلى التجرد من هذه المشاعر التي لم يتخل عنها الحيوان فاقد العقل والتفكير . وإن كنت أؤمن بمقولة البعد جفا وأن البعد يجعلنا نفقد جزءا كبيرا من مشاعرنا من دون مستحضرات ! إلا أن الحب والوله يبقى خافتاً في حنايا القلب تحركه نظرة أو كلمة أو حتى أحياناً طيف من الذكريات . ويبقى السؤال لو أصبح هذا المستحضر متوافراً فهل ستستخدمه للحب أم للكره ! هل تستخدمه لمزيد من التقارب أم ستفضل التخلص من حرقة الأشواق ولوعة الفراق ؟ آخر الكلام ... من زمان ما شفتك وتصدق انك ما وحشتني ودي أعذرك وأقدر مشاغلك بس مكانتك تمنعني أجاملك [email protected]