14 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة الكويت وما بقي من عز الأمة

25 مارس 2014

تترقب الشعوب العربية اجتماع القمة العربية الخامس والعشرين اليوم في دولة الكويت الشقيقة، وهي كما هي العادة في كل اجتماع يحدوها الأمل بأن يلتم شمل هذه الأمة المشتتة، والتي أصبح لا يجمعها إلا عاملا الدين واللغة بينما قلوبهم شتى منذ زمن بعيد ولم يتفقوا مرة واحدة على أمر واحدٍ بالإجماع منذ نشأة المنظمة عام 1945، ومع هذا فإنه قد يكون هناك بصيصٌ من الأمل تنطلق من خلاله الأمة نحو طريق الوحدة والتكامل والقوة.وبما أننا كشعوب عربية استمدت ثقافتها السياسية من منظمتها "العتيدة" تعودنا أن نختلف في كل شيء ولو كان أمراً تافهاً، إلا أننا نتفق دائماً في أمر واحدٍ لم يتغير على مدى 68 عاماً من عمر الجامعة العربية وهي الجملة التي غالباً ما تتردد على أسماعنا في افتتاحيات القمم العربية وفي ختامها وتضعها صحفنا العربية بالمانشيت العريض على صدر صفحاتها الأولى بأن " هذه القمة تنعقد والأمة العربية تمر بمنعطف خطير للغاية تتزايد معها حجم المخاطر والتحديات التي تمر بها المنطقة"!!سبعة عقود مرّت وشعوبنا العربية من سيئ إلى أسوأ، والقضايا العربية المحورية لم تجد حلاً لها وأصبحت من سابع المستحيلات، كل هذا يحدث لأن ما بني على أساس ضعيف لن يتحمل البقاء وقتا أطول، وهذه المنظمة بُنيت على ضعف وزادت ضعفاً ووهناً مع مرور الوقت وتراكمت القضايا الجسيمة على كاهلها ناهيك عن الحالة المزمنة التي تعانيها أمتنا العربية من التشرذم والفرقة، وهذه بلاشك جعلتهم فريسة سهلة أمام كل عدو متربص وأصبحت أرضاً خصبة لمروجي الفساد والفتنة واللعب على وتر الانقسامات والاختلافات بين الدول بعضها البعض وانعكاساتها الخطيرة على الشعوب العربية!!نأمل أن تكون قمة الكويت هي قمة "عفا الله عما سلف" و"آن الأوان لنبذ الخلافات لنبني أوطاننا ونرفع من شأن شعوبنا"، فالأمم من حولنا تسير بخطى سريعة نحو مستقبلها المشرق ونحن لا نزال في أتون نفقنا المظلم لا هم لنا إلا تخوين بعضنا للبعض الآخر وتجييش شعوبنا لكراهية أشقائه من الشعوب العربية، يكفينا سطحية وانحدارا وللنهض بشعوبنا حتى ينهض بدوله ويرفع من هامتها للمجد والعزة.فاصلة أخيرة" عاشت أمتنا العربية "عبارة كناّ نرددها كل صباح في طابور المدرسة نأمل أن تعود يوماً ما وتعود معها الألفة والمحبة بين الشعوب العربية.