11 سبتمبر 2025
تسجيلهذا الشهر حافل بالمناسبات التى تمس كل امرأة سواء كانت عربية أو خليجية أو اجنبية، وهو ما صادف الثامن من شهر مارس الحالى وهوالاحتفال باليوم العالمى للمرأة، ويليه الواحد والعشرون وقد خصت به كل النساء والأمهات، وكانت أجواء كلها تمنح الكثير منا وحولنا أجواء رائعة، وذلك لما تناولته برامج الاذاعة والتليفزيون وجميع وسائل الاعلام المرئية وغير المرئية فى كل ما يتعلق بالمرأة من كافة الجوانب النفسية والاجتماعية والتربوية.. وحجم الادوار والمسؤوليات التى تقدمها المرأة فى الاسرة والمجتمع ربما يفوق الرجل بمراحل، وذلك لما تمتاز به المرأة من قدرات كبيرة سواء كانت عاطفية او عقلية وفكرية، ولذا من هذا المنطلق أهنئ كل امرأة وأم ومسؤولة قدمت الكثير من شبابها ووقتها وطاقتها من أجل الاسرة او العمل أو المجتمع فى حجم العطاءات التى لاتعد ولاتحصى، وإذا حاولنا سردها فلن نستطيع فى عدد من الاوراق والمقالات والبرامج.. وربما حرم الكثير من المشايخ والدعاة مظاهر الاحتفال بهذا اليوم ولكن من وجهة نظرى المتواضعة ما هو الضرر أن يكون هناك يوم خاص ُتكرم فيه المرأة كأى يوم آخر تحتفل به الدولة ويقال لها شكرا على عطائك او وقتك او ما قدمته من اجل الاخرين، مما يدخل الفرحة على قلوبهم ونفوسهم ويضاعف حجم العطاءات والتنازلات التى تقدمها المرأة من اجل أسرتها والمجتمع، فى وقت لاتقتصر كلمات الشكر والتقدير على هذا اليوم فقط وهى بحاجة مستمرة الى الدعم النفسى والاجتماعى بصورة مستمرة خاصة الكثير من النساء ليسوا بحاجة الى دعم مادى أو آخر بقدر الحاجة الى التقدير المعنوى وما يصاحبه من كلمات وعبارات تشعرها بوجودها كوعاء من العطاء العاطفى والاجتماعى والعقلى والاقتصادى والتربوى، وكل منا إذا رجع بذاكرته الى وجود المرأة فى حياته سواء كانت أما او زوجة او جدة او معلمة او مسؤولة وحجم الادوار التى تقوم بها المرأة، فهى لاتعد ولاتحصى ولكن بطبيعتنا كبشر لاندرك قيمة الاشياء الا بعد فقدانها او رحيلها من بيننا، وربما تهدم الكثير من الأسر العربية والخليجية بعد سنوات كبيرة من الزواج وحينما تسألها عن الاسباب فتقول لك طوال فترة الحياة الزوجية لم أسمع فيها من زوجى كلمة حلوة أو اى نوع من انواع الشكر التى تدل على انه يشعرنى بالتقدير على ما أقدمه من اجله ومن اجل الاسرة. ومن زواية أخرى تجد نسبة كبيرة من النساء يصيبهم حالات الاكتئاب او مراجعة الاطباء النفسيين او تناول العديد من المهدئات، ويرجع السبب الأساسى فى ذلك الى غياب الكلمات والعبارات التى تمنحها قدرة كبيرة على الاستقرار العاطفى والعطاء بلاحدود، وربما كثير من هذه المفاهيم تغيب عمن حولنا من افراد المجتمع الذكورى، وسواء كان أبا او زوجا أو اخا فى الاسرة فى المحيط الاسرى فى كيفية التعامل مع المرأة كامرأة يغلب عليها الجانب العاطفى بصورة كبيرة. ومن زاوية أخرى لو تطرقنا الى طبيعة العادات والتقاليد التى تحكمنا كمجتمعات عربية وخليجية فإن الكلمات والعبارات العاطفية من الزوج للزوجة او من الاخ لاخته او من الرجال للنساء فيما يتعلق بجانب الارحام، إذا صدرت من الرجال، فهم يظنون انها تضعف من شخصيتهم أمامها وتجعل المرأة تتحكم فى الرجل من باب السلطة والتسلط عليه وعلى قراراته، وهذا ظن خاطئ للاسف لدى الكثير منا، لأننا لم نتعلم من الصغر هذه الثقافة وكانت هذه بوادرها عند الكبر، واضافة لمزايا الاحتفال بيوم الام او اليوم العالمى للمرأة فهو غرس فى نفوس الابناء أهمية طرق التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم تجاه امهاتهم ويجدد من الروابط العاطفية ويزرع بداخلهم بر الوالدين وطرق التعبير عن مشاعرهم تجاهم. ومن مزايا الاحتفال بهذه اليوم تجديد الروابط الاسرية والقاء ألوان مختلفة من البهجة والفرح فى الاجواء الاسرية من خلال أبسط الطرق فى وسائل التعبير، واضافة لذلك يعرض الاعلام نماذج مشرفة لكثير من النساء والامهات قدمن تضحيات تفوق نجاح اى اسرة عادية وبالاخص اللائي خضعن لمزيد من التحديات الاسرية بعد وفاة الزوج او مرضه او كأم وعاملة فى آن واحد فى المجتمع، وفى الوقت الحالى نحتاج مزيدا من عرض النماذج الناجحة فى المجتمع وذلك للاقتداء بها،ولذا فالمرأة العربية والخليجية والقطرية زهرة فى بستان من الورد تحتاج الشكر والتقدير والثناء، وكافة الدعم النفسى والاجتماعى على كل ما تقوم به من عطاء لا محدود، ابتداء بدورها العظيم قبل النفط ودعمها للرجل من الجانب النفسى والاجتماعى والاقتصادى، الى دورها الان بصورة اكبر وأشمل فى الاسرة والمجتمع ونموذج مشرف لكل امرأة سخرت نفسها من اجل الاخرين.. فتحياتى لكل امرأة عظيمة على هذه الارض الطيبة.