14 سبتمبر 2025
تسجيليقول أحد الأباء "ابني ينتقل من صف إلى آخر حتى وصل المرحلة الإعدادية، فتفاجأت بنتيجته الدراسية الضعيفة، فعليه رسوب في بعض المواد، فراجعت المدرسة قالوا لي إنه ضعيف في اللغة العربية تحديداً، وأنه من طلاب صعوبات التعلم.. فكيف أساعد ابني ؟ للأسف هذه مشكلة واقعة عند بعض الأبناء وليس الموضوع تحديدا.. من السبب ولي الأمر أم المدرسة أم الطالب؟.. ولكن علينا أن نحدد كيف نتعامل مع أبنائنا في هذه الظروف، فالأبناء يعيشون في حالة نفسية صعبة بسبب ضعفهم الدراسي وشعورهم بأنهم أقل من أقرانهم في الصف بل أقل من إخوانهم وأقربائهم. هذه الحالة قد تتسبب في انسحاب الأبناء عن المجتمع وحالة من الانطوائية مع زيادة ضعفهم الدراسي بشكل عام. ويعرف قانون التعليم لكل الأطفال المعاقين في أمريكا صعوبات التعلم "أولئك الأطفال الذين لديهم اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تسهم في استيعاب أو استخدام اللغة الشفهية أو الكتابية، وهذا الاضطراب قد يظهر على شكل قدرة غير متقنة على الاستماع أو التفكير أو التكلم أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو القيام بالعمليات الحسابية".. هذا التعريف نتعلم منه نقطة مهمة وهي الجوانب المختلفة لصعوبات التعلم، ومنها ننطلق إلى النقاط العملية في معالجة الموضوع.. وذلك بوضع منهجية واضحة يشترك فيها جميع الأطراف المعنية للموضوع وهم المدرسة متمثلة في الإدارة وقسم الإرشاد وأخصائي صعوبات التعلم والمعلمين بشكل عام، والطرف الآخر هو ولي أمر الطالب والطالب نفسه، تتميز بعدة أمور وهي: 1-المتابعة المستمرة من بداية دخول الطفل بوابة التعليم من الروضة، بحيث نكتشف الخلل عن طريق تحديد نقاط القوة والضعف. 2- ويتم التقويم المستمر للطالب بتحديد جوانب الضعف لديهم تحديداً واضحاً، بحيث نعرف ضعف الطالب وعلى حسب المعايير أو الكفايات التعليمية. 3- معالجة الموضوع بحكمة فليس من الصواب أن نبالغ في الأمر ونبدأ بتأنيب الطفل واستخدام أساليب التهديد والوعيد. 4-عدم المقارنة بينه وبين أقرانه وأقاربه وأصدقائه، فلا نقول انظر إلى فلان أفضل منك وابن فلان متفوق وأنت ضعيف. 5-كما أن هناك جوانب سلبية فهناك جوانب إيجابية فعلى المعلمين والأباء التركيز على الجوانب الإيجابية ومدح الطفل لهذه الجوانب وإبرازها أثناء الحديث عنها أمام الطلاب، وأمام الناس، حتى نحافظ على نفسية الطفل ويكون دافعا على التعلم وإيجاد روح الدافعية. 6-على الأباء ملاحظة الأبناء والتواصل مع المعلمين عند حصولهم على أي ملاحظة. 7-في بعض الأحيان نحتاج إلى عرض أبنائنا على الأطباء لفحص بعض الأجهزة مثل جهاز السمع أو البصر. 8-لابد من وضع خطة علاجية مدروسة لكل طفل، وذلك باستخدام إستراتيجية تفريد التعليم، حيث يختلف الأطفال عن بعضهم البعض، ولكل طفل إستراتيجية خاصة يضعها الأخصائي. 9-يتم شرح الإستراتيجية في جلسه تضم كلا من أخصائي صعوبات التعلم والمشرف الاجتماعي وولي أمر الطالب، ويتم تحديد دور كل طرف في تطوير جوانب الضعف لدى الطالب. 10-يتم توزيع الأدوار بين ولي الأمر والمعلم وأخصائي صعوبات التعلم وتكون اجتماعات دورية متواصلة بينهم جميعا مع تقويم مستمر حتى نتخلص من جوانب الضعف. 11-لابد أن تكون لدينا قناعة تامة بأن حل هذه المشكلة سهل وبسيط إذا وجدت القناعة التامة والمتابعة المستمر والالتزام بدور كل طرف. وهناك نقاط مهمة وهي عبارة عن تهيئة لنفسية الطالب وهي: 1- أن نخبر الطالب بالمشكلة وبجوانب الضعف والقوة لديه وبوضوح، حتى يعرف حقيقة الأمر، بدون إدخال الطفل في مواعظ. 2-أن نبين للطفل المقصود من صعوبات التعلم وهناك فرق بين الصعوبات والتخلف العقلي. 3-نبين للطفل إمكانية حل المشكلة، وأننا جميعنا نواجه مشاكل في حياتنا ونجتهد في حلها.4-أن نذكر له أمثلة من العظماء الذين حققوا إنجازات عظيمة مثل أنشتاين وقد كان يعاني من صعوبة في الاستيعاب، وربما كان مردُّ ذلك إلى خجله في طفولته.. وقد رسب في مادة الرياضيات، وتوم كروز الذي كان يعاني من عسر القراءة. 5-أن نبين له الإستراتيجية المتبعة في تقوية جوانب الضعف. 6-أن نوجد له أهدافا وطموحات بعيده تحقق رغباته وتطلعاته الذاتية، وأهدافا قصيرة مرتبطة بالإستراتيجية التعليمية لديه. وكلي أمل أن نوجد بيئة تعليمية محفزة لأبنائنا الطلبة سواء في البيوت أو مؤسساتنا التربوية.