11 سبتمبر 2025
تسجيلفديت ترابك ياقطر هذه العبارة أدمعت عينى وأنا أراها مكتوبة على جانب من جوانب سيارة كانت تسير بجانبى فى شوارعنا دوحتنا الغالية وكم كان بودى لو انى أستوقف صاحبها لأقدم له كل الشكر والاعتزاز على ما عبر به عن هذه الارض الطيبة مع أنه لا يملك العربة التى يقودها تلك العربات الفارهة لكن وجدت أنه يملك احساسا واعتزازا بهذه الأرض التى وجد عليها والتى شارك فيها احساسه الشاعر الكبير أحمد شوقى عندما قال: اذا عــظــم البــــلاد بــنــوهــــــا أنــــزلـــتــــهــم مــنــازل الاجـــــلال فهذا شعر بانه يعيش منزلة كبيرة فى هذا الوطن ولا أدرى ان كان مواطناً أو غير ذلك ولكنه حب هذه الأرض لأنها أنزلته مكانة عالية بالرغم من أنه ليس من أهل الملك فيها لأن ما رأيته لا يدل على ذلك ولكنه يملك الروح الكبيرة التى اعتز بها على ارض هذا الوطن فجعلته يسير على ترابها وهو غنى بكل ما تعنيه الكلمة فالغنى ليس غنى الرصيد بالبنوك ولكنه رضا بالقناعة بما أنعم الله به عليه من هذه الارض الطيبة التى لا يمكن أن ينكر فضلها عليه الا جاحد بما تحيط به من نعم وكم هى النعم التى انعم بها عليها منها والأهم من كل النعم نعمة الأمان الذى نعيشه عليها ليل نهار فكم هى نعمة لا يعرف قيمتها الا من دارت حوله الدوائر ونسأله جل وعلا أن يبعد عنا وعن كل ديار المسلمين الخوف والفزع، فالأمان نعمة لا تقدر بمال أو أى شيء آخر يفتخر به الانسان فى هذه الحياة الدنيا فكم أنت كبيرة يا قطر بما ننعم فيه وعلى ترابك الطيب من أمان هو كل ما نحتاجه لكى نعمل ونواصل البناء فحب الوطن كما قال عليه الصلاة والسلام: من الايمان وكم نحن بحاجة الى أن نكون مؤمنين لنسعد برضا الخالق جل وعلا ويمن علينا بجنته التى هى خير دار بعد الحياة على هذه البسيطة التى أوجدنا فيها لكى نبنى لأنفسنا مكانا عنده فى الدار الآخرة. وقد قال أحد الفلاسفة كما أظن وهو السيد هايل: اننا ننتمى الى أوطاننا كما ننتمى الى أمهاتنا. ياله من تشبيه بليغ يدل على عمق المحبة التى يحملها الانسان فى جوانبه وروحه من محبة كبيرة لا تقل عن محبة الأم التى اُوصينا بها خيرا فالوطن يجب أن نحبه كذلك ولا نرضى له الا كل خير وكما يقول المثل العربي: زؤان بلادى ولا قمح الأجنبي. من كتاب روائع الحكمة. فالوطن الوطن هو الذى تعيش عليه وأنت تنعم بكل معانى العيش مهما كان ضئيلاً فالوطن ينبوع يسير فى عروقك وجوانبك فكم هى كلمة عظيمة سطر بها جوانب سيارته التى حظى بها فى هذا الوطن رغم أنها لا تمثل الشيء الكبير لكثير من العربات التى تجوب شوارعنا الجميلة ومياديننا الزاهرة. فالشيء لا يمكن أن يقاس بقيمته المادية ولكنه يقاس بما يحمله فى نفسه من احساس.