17 سبتمبر 2025

تسجيل

احموا شبابنا من المواد المركبة

25 مارس 2012

أطفالنا وشبابنا هم ذخر المستقبل وبناؤه، وهم من نسعى لإسعادهم وتوفير الكثير من الاستراتيجيات التنموية لمستقبلهم، هؤلاء يحتاجون إلى الحماية والحفاظ على قدراتهم من كل ما قد يدمر حياتهم ويقضي على مواهبهم وإمكانياتهم من يأتي من الخارج وينتشر في الداخل. والمواد المخدرة والمركبة تسبب الكثير من الأخطار على هذه الفئة الواعدة، ومن أجل ذلك كان المؤتمر الأول لتأثير المواد المركبة على النشء الذي نظمه مركز التأهيل الاجتماعي والعوين، ومما لا شك فيه أن ذلك المؤتمر مهم جداً، خاصة وأنه يسلط الضوء على مخاطر المخدرات والمواد المركبة التي يساء استخدامها والتهديدات على الأطفال والمراهقين والشباب، ومحاولة إيجاد الآلية السليمة للحد من تلك المخاطر، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الدول حول هذه المخاطر وكيفية التصدي لها. ولقد وقف شعر رأسي دهشة واستغربت من المواد التي عرضت وهي تستخدم الاستعمال العادي في المجتمع، وكيفية تركيب المواد المخدرة، ومن ضمنها ما قد يتعلمها النشء بسهولة – للأسف – بجانب ما عرض خلال المؤتمر من مواد وعصائر وحلويات وشيكولاتة مصنوعة من المخدرات وقد يتناولها الطفل أو الشاب أو أي إنسان عادي وهو لا يدرك ما تحتويه، وبالتالي يصبح مدمناً عليها بدون وعي، وتسبب الحوادث المميتة لأنها تصيب من يتعاطاها بالاضطراب. ولا شك أن المؤتمر قد ركز على أهمية دور الأسرة في المقام الأول في وقاية الأبناء من خطورة هذه المواد والمخدرات والانحراف عن الصراط المستقيم بتأثير رفاق السوء ووسائل الإعلام والأفلام وغيرها، فهي الخط الدفاعي الأول لهم، لأنها بمراقبتها للأبناء وإشرافها على كل ما قد يتناولونه، وإجراء الحوار والنقاش معهم، تستطيع أن تضع يدها على الخلل وتبدأ في معالجته من البداية بالإضافة إلى متابعة هؤلاء الأبناء في المدرسة التي تقع عليها مسؤولية التوعية والإشراف والرقابة المستمرة، خاصة في سن الطفولة والمراهقة لأنها الفترة التي يمكن أن يتم التأثير عليهم فيها ويقعون في براثن المخدرات – لا سمح الله. وخيراً فعل المؤتمر عندما استضاف رجال الجمارك الذين هم أول من يستقبل تلك المواد المركبة والتي قد يدس فيها السم داخل العسل، من أجل التصدي لمواجهة تلك الهجمة الغربية المدعومة من الداخل من قبل أناس ماتت ضمائرهم ووضعوا الربح السريع والحرام هدفهم، وحتى لو ضاعت الأجيال وانهار المجتمع. وسلط المؤتمر من خلال أوراق العمل الضوء على أهمية تفعيل التوعية ببرامج النشء والشباب في وسائل الإعلام وتوفير مراكز ترفيهية ذات فائدة اجتماعية وبدنية يستطيع فيها الأطفال والمراهقون البعد عن الفراغ، وعن رفاق السوء الذين قد يجرونهم للدمار وهم غير مدركين للخطر. إن المؤتمر استطاع من خلال تبادل الخبرات بين الخبراء في هذا المجال، محاولة إيجاد وسائل للتصدي لمثل تلك المخاطر، وحماية النشء منها والمحافظة على الثروة البشرية في الوطن العربي التي هي أساس التنمية الوطنية، فكيف يقوم مجتمع وينهض وأبناؤه في بئر الادمان واللاوعي والضياع. وحبذا لو كان هذا المؤتمر ضم البعض من الأسر التي تعاني من مشكلة أبنائها في الادمان وذلك حتى تدرك تلك المشكلة وتحاول أن تجنب أبناءها الآخرين ذلك، وتكون وسيلة للتوعية المجتمعية بالإضافة إلى غالبية الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس والقائمين على البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة. ونأمل ألا تظل توصيات المؤتمر داخل الأدراج وفي ملفات الكتب دون تفعيلها على أرض الواقع والاستفادة منها في وضع استراتيجيات حماية للأبناء والأجيال من خطورة تلك المواد، والشكر مقدم لكل من شارك في ذلك المؤتمر ولمركز التأهيل الاجتماعي الذي أدرك تلك المشكلة الكبيرة التي بدأت للأسف تدمر الشباب بل والصغار من خلال تعاطي مواد قد يكون استخدامها عادياً في الواقع.