16 سبتمبر 2025

تسجيل

لم نتعلم دروسنا جيدا

25 فبراير 2024

كالعادة تقف الولايات المتحدة الأمريكية عائقا أمام تمرير أي قرار لمجلس الأمن من شأنه أن يوقف الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل النازية على أطفال وشعب قطاع غزة الفلسطيني منذ ما يقارب 140 يوما لم تتوقف فيه عن قتل الأطفال والرضع والأجنة والنساء والرجال والشيوخ وتدمير البيوت والمزارع والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية وساوت كل شيء بالأرض وأحالت القطاع إلى رماد أسود باستخدام واشنطن الفيتو الذي وقف أمام قرار تقدمت به جمهورية الجزائر الشقيقة لوقف مستدام لإطلاق النار في القطاع واعتبرت الولايات المتحدة أن الموافقة على هذا القرار يمكن أن يمنح حماس وقتا أطول لتعزيز قوتها والتقاط أنفاسها والعودة للميدان بشكل أكثر شراسة وقوة ولم تلتفت لكم الضحايا الفلسطينيين الذين تقتلهم إسرائيل بترسانتها الحربية الفاشية أو تخضع للمطالبات التي أحرجت البيت الأبيض والرئيس الأمريكي نفسه بوقف الدعم العسكري اللا محدود لإسرائيل والالتفات للمشاهد الفظيعة لأطفال ورُضع ولأهل غزة الذين ذهبوا ويذهبون ضحية الانتقام البشع والعشوائي الإسرائيلي كما تدّعي إنسانيتها الزائفة تجاه هذه المشاهد التي وصفها المتحدث الرسمي للبيت الأبيض على أنها مروعة ومؤسفة في حديث يناقض فعل حكومته قولها الهش الذي لا يعبر عن الواقع الذي تفعل واشنطن كل ما استطاعت فعله لتواصل تل أبيب إرهابها البعيد كل البعد عن الدفاع عن النفس وتأمين ( دولتها ) الكرتونية. في رأيي إن العرب يكررون نفس فعلهم الذي اعتادوا عليه وهو إبداء الأسف والخيبة لنجاح أي قرار دولي يصب في صالح قضاياهم فما تريده الولايات المتحدة هو ما سيكون في كل مرة ولا داعي لكل ردود الفعل المستهلكة التي يصدرها العرب حين تخيب مساعيهم في شيء، فالقرار رغم الفضفضة التي تضمنها وعدم تضمنه بنودا واضحة تعطي الحق للفلسطينيين باعتبارهم الضحية الأولى لم تر واشنطن أن من شأنه أن يصب في صالح مدللتها المفضلة إسرائيل لا سيما وأن القرار يمكن أن يفتح جبهة مناوئة لسياسة نتنياهو وفتح ملفات لا تزال عالقة له وهذا الأمر لا يمكن لواشنطن أن تفتحه بالموافقة على أي قرار من شأنه أن توقف تل أبيب عدوانها لساعات حتى في غزة وتفجير قضايا أخرى في إسرائيل قبل أن ينجح المجرم نتنياهو في إعادة من تبقى من الأسرى الذين في قبضة حماس فالموضوع برمته لم يكن واردا لأن توافق عليه الولايات المتحدة المتحدث الرسمي في مجلس الأمن باسم إسرائيل ولم يكن لائقا بنا أن نتخيل أن يكون عليه إجماعا من جميع الدول لا سيما الدول دائمة العضوية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فنحن كشعوب قد فهمنا هذا الأمر جيدا ونعلم أن التوافق الأمريكي الإسرائيلي هو السائد في مجلس الأمن حاليا وأبدا ولذا لا داع لأي قرار يُقترح ولا أي قرار يصدر أو يطلب موافقة بالأغلبية ومن بينها الدول الخمس الكبرى ما دام كل هذا لا تتوافق فيه مصلحة إسرائيلية في هذه الحرب التي يقف كل العرب منها موقف الصامت الذي يتكلم لغة صامتة لا تُسمع ولا يؤخذ بها أساسا. هل ستبقى غزة هكذا وشهر رمضان على الأبواب ؟! الجواب نعم لأن العرب أنفسهم مشغولون بإعداد موائدهم الرمضانية أكثر من رغبتهم في إعداد شعب غزة لهذا الشهر الفضيل وأكبر من أن يحدثوا فارقا ملحوظا في وقف العدوان النازي على الفلسطينيين وصدقوني ما يحدث كله ليس خيرا لنا بأي حال من الأحوال لأن إسرائيل وصلت إلى قطاع كان منيعا عليها حتى السابع من أكتوبر الماضي وما بات على الحدود يمكن أن يتجاوزها لأبعد نقطة لكننا نؤمن باتفاقيات السلام أكثر من الوعود الإسرائيلية والأحلام لدى هؤلاء التي لن تتوقف على حدود فلسطين فقط.