12 سبتمبر 2025

تسجيل

هذه المرة أردوغان لا يمزح !

25 فبراير 2019

كلما ظن (مبس) أن جريمة جمال خاشقجي قد مضت وانقضت عاد (أردوغان) ليذكره بأن هذا الحلم الجميل ما هو إلا أمنية لن تتحقق للأمير الصغير ! وكلما اعتقد هذا الأمير أن الأيام والأموال والنفط كفيلة بأن تطمس آثار الجريمة التي هزت العالم بأسره عاد الرئيس التركي ليعيد عليه الدرس الأول: في بلادي لا يفلت المجرم من العقاب وإن كان أميراً أو غفيراً أو حتى ولياً للعهد ! مرة أخرى يكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليقاته اللاذعة بشأن تهرب ولي العهد السعودي من تهمة الآمر الفعلي لجريمة مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي والذي تم استدراجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول وقتله على يد أفراد من الحاشية المقربة من محمد بن سلمان ثم تقطيع جثته إلى أشلاء لينتهي الأمر بالتخلص منها بإذابتها وحرق ما تبقى منها ناهيكم عما لحق بهذه الجريمة من كذب وتضليل وتناقضات وترهات ومنع من دخول القنصلية وبيت القنصل الذي فر هارباً قبل سويعات قليلة من تفتيشه، مرة أخرى ينبه أردوغان ولي العهد السعودي للوقوف والإعلان الشجاع عن وقوفه وراء هذه الجريمة عوضاً عن تلويحه بورقة المال والنفط للتغطية على هذه الجريمة التي قال أردوغان إن تركيا لن تتوقف يوماً عن ملاحقة مرتكبيها باعتبارها جريمة وقعت على أراضيها وليس كما يردد عادل الجبير والتي كانت جريمة خاشقجي السبب الرئيس وراء إقالته من منصب وزير الخارجية ليصبح وزيراً للشؤون الخارجية أن الجريمة وقعت في قنصلية سعودية بحق مواطن سعودي وسيتولى التحقيق فيها القضاء السعودي وكأن لهم الحق في قتل نفس ما دام كل هذه الأحداث وقعت في مبنى دبلوماسي سعودي ولا يمكن تفسير وقوعها على أرض تركية بالمعنى الذي يسوق له السياسيون الأتراك في تصريحاتهم مانحين لأنفسهم الحق في التحقيق وملاحقة هؤلاء المجرمين ومقاضاتهم في تركيا، بل إن أردوغان اقترب كثيراً هذه المرة بالإفصاح صراحة عن اسم محمد بن سلمان ووجه له حديثاً شبه مباشر حينما قال له: ( إن كنت واثقاً من نفسك فلتخرج للعلن وتتكلم عوضاً عن استعمال النفط والأموال للتغطية على الجريمة ) مواصلاً كلامه: ( وإن لم يكن ولي العهد السعودي يعرف بالجريمة فمن عليه أن يعرف ؟! ) ولا أدري كيف يمكن للخارجية السعودية أن تستقبل هذا التصريح القوي من الرئيس التركي لقناة سي إن إن التركية دون أن ترد بإجاباتها المتكررة والمركزة حول عدم تعاون السلطات التركية مع نظيرتها السعودية في مدها بكافة الإثباتات والأدلة التي تمتلكها والتي قال عنها أردوغان إنها كفيلة بزج المتهم الحقيقي في قضية خاشقجي قفص الاتهام نظراً لما لا تقبل فيه الشك ولا التشكيك وتحاول كما هي عادتها في قلب أمور هذه القضية لصالحها لكنها تفشل في كل مرة لتواجه انتقادات لاذعة من دول أوروبية تستنكر الموقف السعودي السلبي من هذه الجريمة الشنيعة التي لا يمكن تصور حدوثها في مقر دبلوماسي ومن أشخاص ظهروا في مناسبات عدة بجانب ولي العهد السعودي وضمن حاشيته المرافقة له في جميع سفراته وحله وترحاله. اليوم لا مفر فأردوغان على ما يبدو سيكون المرة القادمة أكثر صراحة وحدة وربما جاء مباشرة على ذكر اسم ولي العهد السعودي ليخبر العالم بأنه الآمر الفعلي لهذا الجريمة المخطط لها من مستشاره المقرب له سعود القحطاني وأن كل محاولات محمد بن سلمان سواء التغزل بالعلاقات السعودية التركية وبه شخصياً أو التضحية بالأفراد الذين قاموا بالجريمة بدعوى إعدامهم أو إخفائهم عن الملأ تحت ستار السجن والتحقيق ولا يبدو أن هذا هو الحاصل فعلاً من الجانب السعودي لن يمنع الطيب أردوغان المرة القادمة من كشف كل ما لديه من أدلة وربما أوعز لقاضي العدل التركي بأن تكون هناك مكاشفة صريحة للإعلام عن كافة الأدلة التي تمتلكها أنقرة وقدمتها لمديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية جيني هاسبل أو لمبعوثة الأمم المتحدة للتحقيق في هذه القضية كالامار ولكل من طلبها من رؤساء وأجهزة الاستخبارات الغربية وهنا لا مفر من وقوع ( مبس ) في دائرة الحيص والبيص الذي لن يخرج منها سوى لغرفة مغلقة كاتمة للصوت تمنع عنه الأصوات التي ستطالب بتقديمه للعدالة التي لن تكون الرياض منصة لها بطبيعة الحال !. فاصلة أخيرة: ماخفي أعظم.. الشعرة التي ستقصم ظهر الرياض !. [email protected]