27 أكتوبر 2025

تسجيل

من انتفاضة الحجارة إلى انتفاضة السكاكين

25 فبراير 2016

استمرار الانتفاضة الثالثة الذي يطلق عليها الآن انتفاضة السكاكين، ونجاح عمليات الطعن والدهس ضد المستوطنين وجنود الاحتلال بشكل شبه يومي، رغم المحاولات الصهيونية الشرسة إخماد هذه الهبة بأي شكل من الأشكال، واستخدام كافة الوسائل القمعية والوحشية ضد المنتفضين الفلسطينيين لإيقاف زخمها واتساعها، يشير إلى عجز المحتل وضعفه وهوانه في زمن المواجهة، وسقوط أسطورة الجيش الذي لا يقهر الذي روج لها منذ احتلاله فلسطين.المراقبون ومنهم أنا نرى أن المناخ الفلسطيني مناسب الآن لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة، إذ تتشابه الظروف الحالية مع تلك التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000، وذلك بعد أن تعطلت العملية السياسية، وزادت الاستفزازات الإسرائيلية ووتيرة النشاطات الاستيطانية التهويدية في القدس والضفة الغربية، فانتفاضة الأقصى الثانية اندلعت قبل 15 عاما باقتحام الجزار أريئيل شارون بجيشه الجرار المسجد الأقصى المبارك، تبعتها انتفاضة فلسطينية هبت داخل الأقصى لمنعه من الوصول إلى المصلى المرواني وامتدت الانتفاضة إلى ربوع فلسطين جميعها. انتفاضة الأقصى المباركة في كل مراحلها أكدت صمود الشعب الفلسطيني بكل فئاته وسجلت أعظم صفحات التضحية والجهاد، انتفاضة الأقصى منذ انطلاقة شرارتها الأولى أسست لهذا الجيل الجهادي الذي تشرب على أيدي الرعيل الأول من القادة الذين بذلوا دماءهم فداء للقدس والأقصى، انتفاضة الأقصى ستظل مستمرة ومشتعلة حتى ينجلي هذا الغم والبلاء عن أرض فلسطين الحبيبة، انتفاضة الأقصى لن تخمد شعلتها مهما تآمر عليها المتآمرون، وسيظل وهجها مشتعلا مهما خذلها المتخاذلون. وسيظل هذا الشعب منتفضا متمسكا بخيار المقاومة، خيار الجهاد والاستشهاد .انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى حاليا تفوق جريمة حرقه عام 1968، ومع ردود فعل عربية وإسلامية ودولية باهتة، إلا أن الصمود المقدسي والدفاع عن الأقصى فاق كل توقعات المحتل، فلقد سطر المرابطون في القدس الشريف أعظم مواقف الصمود والتحدي بالتصدي لهجمات المستوطنين على المسجد الأقصى بكافة السبل والإمكانيات المتاحة أمامهم.شباب بيت المقدس لم يتوانوا ولو للحظة عن نصرة الأقصى المبارك، فمنهم من كون فرقا شبابية للرباط في باحاته والتصدي للهجمات الشرسة التي يتعرض لها المسجد من المستوطنين، ومنهم من قام بعمليات فردية لطعن جنود الاحتلال، وآخرون اكتفوا بفضح جرائم المحتل وتوصيلها للعالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لينقل صموداً لا يماثله صمود.إن ما يحدث في المدن الفلسطينية عمومًا -والضفة والقدس- على وجه الخصوص من استمرار هبة القدس وانتفاضة السكاكين بالأقصى، واستمرار عمليات الطعن والدهس ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، وسقوط قتلى وجرحى منهم بشكل يومي تقريبًا، يشير إلى كثير من المعاني ظن الاحتلال أنها لم تعد موجودة، أو أنه قد تجاوزها على أقل تقدير.انتفاضة السكاكين المباركة في الأقصى وهبة القدس هذه الأيام هي تأكيد على التمسك بهوية القدس والأقصى الإسلامي، وتعبير عن الرفض التام لأي مساس بهوية وحرمة مقدسات المسلمين، واعتبار ذلك خطًا أحمر لا يسمح لأحد بتجاوزه أو تخطيه، مهما تكن القوة العسكرية التي يمتلكها المحتل .محاولات سلطات الاحتلال تنفيذ سلسلة من الاقتحامات والمساس بحرمة الأقصى المبارك هذه الأيام مآلها الفشل دائما، ويفاجأ بمواجهة قوية من المقدسيين، وها هي مؤشرات قيام انتفاضة ثالثة بدأت تسري شظاياها بأكثر من مدينة فلسطينية. والله ينصرهم ويحفظ ماء وجهنا أمامهم . وسلامتكم