13 أكتوبر 2025

تسجيل

تنامي الهجوم على رموز المسلمين

25 فبراير 2014

إن تخلف الحضارة وانتكاس مسيرتها وزوال سلطانها وسيادتها، لا يكون إلا مع تدهور قيمها وتهدم حصون ثقافتها وانحدار أدائها في ميادين الحياة، إن حصانة الحضارة الإسلامية، ومناعة بنيتها وعزيمة ثباتها ومرونة استجابتها للتحديات واستعدادها للنهوض والاستئناف والشموخ، يكمن في قوة مرتكزاتها الإيمانية وصلابة منطلقاتها الثقافية لقوله تعالى /كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله/ ويتحصن في قدراتها الذاتية على التجديد والارتقاء بقوله /ص/ إن االله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها / وشخصية اعتبارية مثل العلامة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس مجلس علماء المسلمين لا يجوز أن يقذف بالباطل وتكال إليه التهم الغوغائية كونه قال على منبر المسجد كلاما فيه من الصراحة التي يريد بها الإصلاح والعودة إلى الصف الذي من دونه ستفقد الأمة هويتها كما هو حاصل في عدد من المجتمعات الإسلامية، وبما أنه دأب على قول الحقيقة فقال في ختام خطبته التي أثارت حفيظة بعض دول المنطقة // يا أمة الإسلام وأمة محمد وأمة القرآن اذكروا ربكم بما أنتم مكلفون به وبما علينا فلن يعيش أحد أكثر من عمره فالميت سيموت في وقته وستزول الدنيا عن المتنافسين عليها // . الهجوم على الرموز الإسلامية في تصاعد وحملة العداء للإسلام ونبي الإسلام قد ازدادت ضراوة وانتقلت من الفردية إلى الحملة المنظمة المدعومة بكل وسائل الدعم، فأصبح سبُّ الإسلام ونبي الإسلام وعلماء الإسلام مادة إعلامية شبه يومية تقدم للمشاهد والمستمع الغربي.. ويظهر ذلك جليا بتصريحات عدائية تصدر من رجال الفكر والصحافة وأرباب السياسة، ومن يقرأ الصحف الغربية يجد أنهم جميعًا يتعمدون الإساءة إلى الإسلام، يتبنون خطابًا عنصريًا يدعو إلى كراهية المسلمين والنيل منهم. قد تنتكس الحضارة الإسلامية وتتخلف في شقها المادي، وتتراجع في أدائها الأخلاقي في ميادين الحياة، إلا أنه لا ينبغي لها بحال أن تنتكس على الإطلاق لقيمها وقوة تصميمها على بناء الحياة، فعلى المسلمين أن يتحلوا باليقظة والوعي لما يتعرض له الإسلام والمسلمون في هذه المرحلة من تهديدات ومخاطر، والتآزر والتعاون في التصدي للحملات المغرضة الجائرة. والابتعاد عن النزاعات الجانبية والخلافات الهامشية إزاء هذا الخطر الداهم. وليعلم الذين يمسكون بخيوط هذه الحملة أن هجمتهم على الإسلام ونبي الإسلام ورموز الإسلام باءت بالفشل، وأنَّها أثمرت نتائج عكسية متمثلة في عودة كثير من المسلمين إلى دينهم وتمسكهم بسنة نبيهم ودفاعهم عن معتقداتهم، وهذا الأمر من طبيعة دين الإسلام . وسلامتكم