12 سبتمبر 2025

تسجيل

الخدمة الوطنية

25 فبراير 2014

لقد كان لقرار قانون الخدمة الوطنية على الشباب، اثر كبير من الناحية النفسية والاجتماعية والمجتمعية وغاية في الأهمية ولم يكن فقط من أجل الطوارئ للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ولكن لهذا القرار أهمية من جوانب اخرى في ظل دولة لم تبخل على شعبها فة توفير كافة أنواع الأمن والاستقرار المعيشي والترفيهي لكل شرائح المجتمع بكل فئاته وشرائحه المجتمعية، وربما عند صدورة لم يكن من المتوقع أن يكون له ردود فعل ايجابية بالصورة الرائعة التي شاهدناها في المجتمع سواء كان من خلال الاعلام المرئي وغير المرئي، ورغبة الجميع في المشاركة والمساهمة في هذه الخدمة ليس فقط من جانب أنه قانون وصدر وأصبح إلزامىا على الجميع تطبيقه، ولكن قوة ردة الفعل كانت فوق المتوقع في ظل اوقات عصيبة تعيشها المنطقة العربية بأكملها ومشاهد متنوعة من جميع شرائح المجتمعات التي حدثت بها ثورات كان للشعوب وخاصة الفئات الشبابية أدوار مشرفة كنماذج عربية ساهمت بأرواحها من أجل أوطانهم ونحن لم ينقصنا شيء أقل من باقي الدول والمجتمعات أن يكون هناك بداخلنا الجزء الأكبر من أرواحنا من أجل الوطن، ولو تطرقنا للفوائد المتعددة لهذا القرار، نبدأ من الجانب الأهم، فالقرار قد رسخ كل ألوان الوطنية وأداء الواجب تجاة الوطن داخل نفوس الأبناء والشباب من خلال فترة الإعداد التي سوف يتم إعدادهم عليها وزرعها بالشكل الذي نأمل أن نراه في نفوس وعقول الشباب وهو حب الوطن والواجبات والحقوق الوطنية على كل من يسكن هذه الأرض، وإضافة إلى ذلك خلق روح العمل الجماعي في ظل أى تطورات من الممكن أن يتعرض لها الوطن، فيكون هناك من يقوم بدوره من عمل وتضحية من أجل سلامة الوطن، ومنها أيضا تهذيب النفس البشرية داخل الشباب بالعزوف عن كثير من السلوكيات ربما الكثير من الأسر في الوقت الحالي يعانون منها وهى استهتار الكثير من الشباب وعدم تحمل المسؤولية وزيادة ثقافة الاستهلاك والرفاهية بينهم، فللخدمة الوطنية دور كبير في ضبط العديد من السلوكيات غير المرغوب فيها، وربما بعد الانتهاء من هذه الخدمة تتغير العديد من المفاهيم والقيم الوطنية والثقافية لدى الكثير من الشباب، ويتم الاستعانة بهم ليس فقط وقت الضرورة الملحة ولكن نستطيع أن نستخدمهم وتوظيفهم في مجالات أخرى في الدولة وخاصة في هذه المراحل التي تمر بها قطر في طريقها التنموي والاقتصادي وهي بحاجة ماسة لكل الطاقات البشرية الشابة، ولذا نحن كأفراد مجتمع بحاجة ماسة لمزيد من هذه القوانين التي تخدم الفرد والمجتمع في آن واحد، وإضافة إلى هذه الخدمة نحن بحاجة ماسة إلى تكاتف الجميع ابتداء من الاسرة والمدرسة والجامعة والاعلام والشارع القطري لخلق كافة أنواع التوعية الثقافية والوطنية والمجتمعية في نفوس الأبناء والشباب بشكل خاص والمجتمع بأكمله بشكل عام، وبالأخص بالواجبات والحقوق الوطنية والمجتمعية في ظل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن والحفاظ عليه فهي مسؤولية الجميع وليست منصبة على الجهات الأمنية والمسؤولين بالدولة فقط، ولكن لكل منا دور كبير سواء كان بالكلمة أو القلم أو بالعمل وسواء كانت مهنتنا العملية او خبرتنا العلمية فالوطن مسؤولية الجميع، ولذا نأمل ـ وكلنا أمل ـ أن تكون لنا أدوار كبيرة ومساهمة فعالة في هذ الجانب الوطني والمجتمعي حتى لا نلقي الأخطاء والمسؤوليات على جهات دون الأخرى، ومنها ما نأمله من خلال الحوار والحديث مع الأبناء بأن نكثف الحديث معهم عن هذا الجانب التوعوي الوطني من حين لآخر على أن ينغرس حب الوطن بداخلهم بصورة أكبر مما نسعى إليه، والتي يترتب على ظهور هذا الحب والعطاء تغيير كافة توجهات الشباب إلى مسار التنمية والبناء بدلا من هدر الطاقات البشرية والمادية في جوانب غير مرغوب فيها والاستفادة منهم في جوانب تعود بالفائدة عليهم وعلى المجتمع بأكمله، ونحن قادرون على ذلك ووفق الله كل من أصدر قرارا صائبا كان لصالح الوطن والمواطنين.