14 سبتمبر 2025
تسجيلأعرف أن عنوان هذه الزاوية قد لا يعجب البعض في الساحة القطرية على وجه التحديد والساحة الخليجية على وجه العموم وتعود أسباب حكمي على ما قلت أن البعض لا يريد أن تنسب مواقف دولة قطر تجاه القضايا العربية إلى أساس قومي ينطلق من حرص القيادة السياسية القطرية بقيادة سمو أمير البلاد المفدى وآل بيته الكرام على وحدة الأمة العربية واستقلالها والعودة بها إلى دورها التاريخي في صناعته وتشكيل مفرداته لتنطلق بهذه الأمة ـ التي عانت من ظلم حكامها أزمان وأزمان ـ في معراج التقدم والازدهار في بيئة خالية من الظلم والاستبداد والقهر والإذلال والتجويع. أريد التأكيد على أن التدافع الجماهيري على امتداد الساحة العربي اليوم للإطاحة برموز الذل والظلم والإذلال من الحكام وأعوانهم هو تدافع قومي بكل معنى الكلمة رغم محاولة البعض تنسيب هذا التدافع إلى أسس دينية عن طريق إبراز بعض رموز التيارات الدينية الإسلامية في وسائل الإعلام. إن موقف إخواننا وشركائنا في الوطن العربي من المسيحيين وغيرهم وفي كل الأقطار العربية الثائرة على نظم الاستبداد يؤكد القول بقومية التوجه والدوافع. (2) لقد كان موقف دولة قطر منذ انطلاقة شرارة الثورة العربية في تونس (ثورة البوعزيز) موقفا مشرفا إذ ناصرتها ونصرتها إعلاميا وسياسيا إلى أن حقق الشعب التونسي الشقيق أهم أهدافه ـ إسقاط ابن علي ـ وما برحت إلى جانب الشعب التونسي تناصره وتشد من أزره إلى أن يحقق جميع أهدافه في تنظيف الساحة التونسية من كل أوكار النظام المنهار. كانت الساحة المصرية المحطة الثانية للثورة القومية، (ثورة 25 يناير) شكلت طوفان بشري جمع كل أطياف مصر وسال إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، وإلى الميادين العامة في كل مدن مصر العزيزة ليهتف بسقوط نظام حسني مبارك الذي ضيع مصر وتاريخها، وحجم دورها، وجعلها رهينة للنفوذ الإسرائيلي والأمريكي من أجل حفنة دولارات، ومن أجل تمكين الولد من البلد من بعده، وكان دور قطر الإعلامي الانضمام إلى الشعب المصري بعد أن حوصر هذا الشعب إعلاميا وبث روح الهزيمة بين الناس عن طريق الإعلام الرسمي المضلل وبقيت قطر إلى جانب الشعب المصري العزيز تشد من أزره وتبث أخباره إلى العالم وستبقى مع الشعب هناك إلى أن يحقق كامل أهدافه في إقامة نظام حكمه الوطني وتنظيف الساحة المصرية من براثن العفن السياسي الماضي، واستعادة مصر لدورها العربي لأن إيماننا في قطر بأن ضعف مصر هو ضعف للعرب وقوة مصر هي قوة للأمة العربية وهذا المفهوم القومي للمعركة الحالية. (3) لم يكن الموقف القطري من المسألة الليبية وما يتعرض له الشعب الليبي الشقيق من حرب طاحنة يقودها معمر القذافي وأولاده بجنود مرتزقة وعصابات من جياع إفريقيا أغدقت عليهم الأموال وجهزوا بالسلاح وأصدرت لهم الأوامر من القذافي وأولاده بقتل كل من يرونه في طريقهم وهم محصنون من المساءلة القانونية. في هذه الحالة كان موقف القيادة السياسية في قطر مشرفا إذ أنها في بادئ الأمر نبهت إلى خطورة ما يحدث في المدن الليبية، ثم طلبت انعقاد مجلس جامعة الدول العربية لتتخذ موقفا يحمي الشعب الليبي من حرب الإبادة الجماعية بعد أن هدد سيف الإسلام ولد القذافي بحرب شاملة على الشعب الليبي الأعزل إلى آخر قطرة دم وآخر رجل وامرأة وآخر رصاصة، وناشدت القيادة السياسية القطرية الأمين العام للأمم المتحدة لدعوة مجلس الأمن للانعقاد لاتخاذ موقفا يحمي الشعب الليبي من بطش (أسرة القذافي المالكة). خرج على شاشة التلفزيون الليبي معمر القذافي في صورة مرتبكة بالكاد يبلع لعاب فمه لقد جف ريقه من هول ما جرى لحكمة، كان يتحدث من شرفة في بيته محصنة النوافذ بزجاج مضاد للرصاص لم يكن جمهوره سوى بعض من حراسه المدججين بالسلاح ولم يكن يتحدث في الساحة الخضراء كما قيل، في هذا الخطاب هدد الشعب الليبي بالإبادة الجماعية إن لم يؤيدوا حكمة ويهتفون بحياته. المصيبة الأعظم أنه أعلن أن شعبة الثائر على نظام حكمه الاستبدادي كلهم يعيشون تحت تأثير المخدرات (الحبوب)، وأنهم مجموعة من الجرذان كما قال وهنا يثار سؤال هل كان القذافي يعلم بانتشار المخدرات (الحبوب) بين الناس وهل هذه (الحبوب) التي قال بها تخرج الملايين إلى الشارع تطالب بالحرية والإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية وصون كرامة الإنسان؟ (4) اليوم المجتمع الدولي مطالب باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الليبي من الإبادة الجماعية لإشباع نزوة القذافي وأولاده. إن ما يفعله القذافي اليوم يمثل أبشع الجرائم ضد الإنسانية تجعل مدعي المحكمة الجنائية الدولية يتقدم بطلب من مجلس الأمن الدولي وضع المتورطين في هذه الحرب ضد الشعب الأعزل في قائمة المطلوبين دوليا وتسليمهم إلى محكمة الجنايات الدولية وتطبيق قواعد الفصل السابع من الميثاق الأممي ضد القيادات السياسية الليبية بقيادة معمر القذافي. إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بمراقبة الحدود الليبية مع جوارها من الدول لمنع تسلل أو تجنيد عصابات ومليشيات إفريقية لاستخدامها ضد الشعب الليبي الشقيق.إن الشعب الليبي الشقيق سيحتفظ بالجميل لكل الدول والشعوب التي تناصره في ثورته ضد هذا النظام الذي يرتكب في حق شعبه أبشع الجرائم الإنسانية. آخر القول: شكرا للقيادة السياسية القطرية على مواقفها الصادقة والمؤيدة لقضايانا القومية في التحرر ونشر معاناة الشعب العربي.