18 سبتمبر 2025

تسجيل

بناء الثقة يحقق طموحات الشباب

25 فبراير 2011

لاشك أن زرع الثقة ورفع مستوى الإحساس وفقاً لهذا المعيار سيحقق الكثير من الجوانب الإيجابية وثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام مرتبطة بالشباب الراغبين في العمل، ألا وهي غياب الجرأة، فقد تجد الشاب يستطيع أن يتقن مهنة معينة، ومهيأ لنيل جرعة تدريبية تعزز من مهاراته في الأداء، أو من خلال الممارسة في فترة التجربة، بمعنى أن الفكر يحتضن الأساس ويبقى اكتمال البناء منوطاً بالتدريب والممارسة، أي أن عامل الثقة ومقدار زرعها في نفسه يعد حجر الزاوية في انطلاقته وتحقيق طموحه، وبقدر ما تشكل الثقة معياراً رئيساً في البناء الفكري المؤسس لثقافة العمل، تجد النيل من هذه الثقة يتسرب عن حسن نية حينما يطرح عبر وسائل الإعلام مؤثرات تسهم في تمرير الضعف في المستوى، حينما يكون التساؤل منصباً حول عدم تأهيل الشباب لسوق العمل، باختلاف أنشطة السوق وتنوع المهن، إذ كيف يطمح الشاب إلى بناء الفكر وتحقيق التوازن لاسيَّما النفسي، وهو يقرأ النتيجة سلفاً وأنه غير مؤهل للعمل؟ إن انخفاض الروح المعنوية بهذا الشكل فضلاً عن انتفاء الدقة والإنصاف وفقاً لهذا التقييم الاستباقي، فإنه سيقود إلى مزيد من إحباط الشاب المحبط أصلاً، لتزيده وهناً على وهن، إذ لا يوجد شخص من دون مهارات، باختلاف مستوى إتقانه هذه المهارة أو تلك، فالقادمون من خلف البحار يأتون إلى البلد وتجد البعض منهم لا يجيد حرفة واحدة غير أنه يملك الدافع للتعلم من الآخرين من خلال الممارسة والتدريب، أي أن خلفه فلسفة إدارية ناجحة دفعته إلى تحقيق الثقة في نفسه، وبالتالي إبراز قدراته فضلاً عن تسويق الشعور بالمسؤولية بأسلوب المشاركة والعطاء لا بأسلوب الترهيب من المسؤولية بمعنى أن صيغة التمرير تنحو إلى التضخيم وهذا بحد ذاته كفيل بنسف عناصر تحمل المسؤولية، حينما تصور وكأنها بعبع مخيف، عوضاً عن تمريرها بأسلوب محفز كأن تقول (أنت كفؤ لهذه المسؤولية وقدها وقدود). إن التعامل مع الشباب يجب أن يأخذ بعداً معنوياً يعزز من ثقته بقدراته ليترجمها على الأرض واقعاً من خلال منحه الفرصة، وإتاحة المجال لقدرته الذهنية في التفاعل مع المهنة، بصيغة المشاركة والإبداع لا الزج به في دائرة الاتهام والأحكام المسبقة، وأوجد لي إنسانا ناجحا لم يتعثر في البداية مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك، ولكنها المثابرة، والإصرار على التحقيق وإذا جوبه الإصرار بإصرار يثبط من العزيمة ويضعف من همته فإن هذا مدعاة لتشتت الفكر وهو الأساس كما أسلفت، فكيف يتم البناء على أساس مثقوب وغير متماسك؛ في حين أن الدعم غاب عن الأساس واكتفى بدعم البناء من الخارج ليبقى شكلاً بينما المضمون يرزح تحت وطأة الفلسفة الإدارية القاسية والتي ترغب في تحقيق النتائج بأقل الجهود إننا نظلم الشباب كثيراً في قياساتنا وثقافة العمل تتطلب جهد الجميع لنشرها وتأصيلها، فهل نعيد الثقة بأبنائنا ونعزز في نفوسهم ثقافة العمل ونكرس الطموح كإطار معنوي يأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح؟ والرسالة أوجهها إلى كل شاب اعلم بأنك عزيزي الشاب ترغب في وظيفة تؤمن بها مستقبلك وتخدم فيها وطنك، وتحقق من خلالها ذاتك كعضو منتج فاعل وستكون بإذن الله كذلك، غير أنك يجب أن تتحلى بالصبر لتصل، وخذ المعلومة من الكبير والصغير، واسأل عن كل شيء خصوصا في مجال العمل، في المدرسة تصلك المعلومة بينما الوضع في الممارسة والعمل يختلف إذ يجب أن تبحث لتصل إلى المعلومة، بل إن إصرارك على حصولها ممن لديهم الخبرة دليل على ارتفاع مستوى وعيك وإدراكك للمصلحة، وقد يرغب البعض في حجبها عنك فلا تضعف خصوصاً وأن الكل يقف معك ويشد من أزرك بل إن البلد كله يقف معك فأنت ابنه، ولن تجد من هو أحن منه عليك، ويعتبر التدريب من أهم العناصر المؤهلة للقدرات وتنمية المهارات، الموجودة أصلاً لدى الشباب، فالتدريب يعمل على استثارتها وتنظيمها وصقلها، وإضافة المعلومة بصيغ تلامس الواقع حيث إن التدريب أقرب إلى التطبيق منه إلى التنظير، وبما أن الأنسب لتحقيق أهداف التدريب هو الاحتكاك من خلال الممارسة، لأن الاحتكاك والغوص في محيط العمل سيفتحان آفاقاً من شأنها ترسيخ ثقافة العمل، ومناقشة الأعمال التي يقوم بها في ضوء الجرعات التدريبية، ولا ريب أن القطاع الخاص يقع على عاتقه جزء من تحقيق هذه المهمة من واقع المسؤولية الوطنية، والالتزام الأدبي تجاه الوطن وأبنائه، أي أن تحقيق التوازن بهذا الخصوص سيعود على الجميع بالفائدة على المدى البعيد في ظل وطن يحتضن الجميع ويحبه الجميع.