15 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق المُراق !

25 يناير 2021

وكأن جروح العراق لم تعد كافية ليعمق المجرمون هذه الجراح ! أو كأن زلزلة هذه البلاد هدأت ليعود الإرهابيون بزلازل أخرى على أرضها ! فكلما تنفس العراقيون هواء حرا وشعروا بأنه بالإمكان أن يعيشوا مثل باقي الشعوب الآمنة والتي تسير في شوارعها مطمئنة على أرواحها بأنها ستخرج من بيوتها صباحا وتعود لها بعد ساعات قليلة يأتي القساة الذين فقدوا أقل روابط الإنسانية، ليحيلوا هذه الأجساد البريئة إلى جثث ملقاة بين قتيل فارق دنياه قبل أن يودع عائلته أو جريح لا يستوعب في قرارة نفسه إن كان حيا يرزق أو أنه يسير على حبل متأرجح نحو الموت !. بلد الرشيد وهو بلد الحكمة ومقر خلافات إسلامية عريقة يصل به الحال اليوم لأن يخشى على السائرين في شوارعه أن تهتك ستار استقرارهم سيارات ملغومة أو أن يتسلل إرهابيون بينهم يدعون الجنون أو ما شابه كما فعل هذا الانتحاري الغادر بأبرياء بغداد العاصمة، حينما دار بينهم يجمعهم ويناديهم وحين تجمهر العامة بين بائعين وزبائن وأطفال كانوا يرافقون عائلاتهم أفلت حزامه الناسف وقتل نفسه قبل أن يهوي بالعشرات قتلى أيضا فكيف وصل العراق إلى ما وصل له الآن ؟! لم نصرخ في كل مرة نشعر قبلها أن هذا البلد قد تخلص من كل إرهابي داعشي من على أرضه بينما في الواقع أن أوكارهم وخلاياهم النائمة المشتعلة لا تستيقظ إلا على خططهم الآثمة وجرائمهم المروعة !. فلا زلت أتذكر إعلان الحكومة الأخير الذي أعلن خلو مدينة الموصل الجميلة من أي خلايا داعشية وأن السياسة الآن تقوم على كيفية إعمار هذه المدينة الكبيرة حجما والعظيمة تاريخا، ومات الأمر برمته فلا عمران قام ولا خلايا ماتت، لأننا بتنا نرى العراق بلدا لم يهنأ منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ أن قام صدام حسين بفعلته الكبيرة في احتلال جارته دولة الكويت الشقيقة وهو بهذا العمل الشائن إنما أرسل كل ما يسوء من القدر والمصير على العراق ومن رأى آنذاك القوات الأمريكية وهي تقتحم أسوار الأراضي العراقية رأى النجاة على رؤوس دباباتها لا سيما بعد أن وشى أحدهم بمكان صدام وجرى إعدامه لتعود الأمور إلى أسوأ مما كانت ويتحسر العراقيون على غلطة صدام التي جعلت العراق يسير في ممرات مظلمة حتى الآن، ونحن نتجاوز عام 2020 بشهر واحد ونصحو على صوت انفجار مدبر وفعل خسيس مع قرب الانتخابات البرلمانية في العاصمة بغداد، ونرى كل هذه الجثث واصوات النساء المكلومة تصرخ ابناء لها أو أزواج وأقارب. فهل سوف يبقى الحال على ما هو في هذا البلد الذي يعد هو الآخر بوابة مهمة مطلة على منطقتنا الخليجية، مثل اليمن ايضا الذي لم يلتفت له أحد رغم وقوعه هو الآخر على ضفاف الخليج الجنوبية ومع هذا فالأمور متروكة كما هي في كل من العراق واليمن وكأن الأمر لا يتجاوز في ردود أفعال الحكومات سوى في التنويه والتنديد والاستهجان والأسف، بينما الواقع يجب أن يجبر هذه الحكومات على التحرك سريعا لبث مساعي الاستقرار في اليمن والعراق لأن لا شيء يمكن أن يمنع ما يحدث فيهما على الانتقال بصورة تلقائية إلى دولنا الخليجية لا سمح الله، وهو أمر ندعو الله أن يكون بعيدا عن تفكير وأيدي هؤلاء الخبيثين، ولكن الأمر لا يتحمل استبعاد كل هذا ويجب أن نحتاط من باب الحرص على استقرار مثل هذه الدول التي باتت أكثر حاجة لجيرانها من أي وقت آخر مضى، فالإرهاب كما لا دين له فإنه لا وطن له أيضا، داعية الله أن يكف خليجنا وبلاد العرب والمسلمين شر الإرهاب ما ظهر منه وما بطن. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777