11 سبتمبر 2025
تسجيلالأحجار السبعة تطوف هذا الأسبوع بين عدّة دول، وتنطلق طابة السبع جلود من لبنان حيث الأخبار العجيبة الغربية وأولها إعلان السلطات القانونية السويسرية استجواب حاكم مصرف لبنان للتحقيق معه بقضايا اختلاس أموال وتبييضها بمبلغ يقارب الـ240 مليون دولار أميركي. حاكم مصرف لبنان الذي تبوأ منصبه منذ 29 عامًا وما زال حاكمًا بأمر الليرة أعلن احتفاظه لنفسه "بحقّ الملاحقة القانونية بوجه جميع الذين يصرّون على نشر الإشاعات المغرضة والإساءات التي تطاوله شخصياً كما تسيء إلى سمعة لبنان المالية"، وأشار إلى أن الـ240 مليون دولار التي خرجت من لبنان ليست مرتبطة بأموال الدولة، وإنما هي عبارة عن حوالات لشركته الخاصة التي أسسها مع أخيه في سويسرا قبل 19 عامًا. وبما أنني لا أذكر يومًا أن "سمعة لبنان المالية كانت بخير"، إلا أنني أتمنّى تثقيف الشباب حول كيفية تأسيس شركات في سويسرا تدرّ هذه المبالغ، فحسب تجربتي المتواضعة وبعد نحو 15 عامًا من العمل، ادخرتُ 8 آلاف دولار أميركيّ في أحد المصارف اللبنانية فقط لا غير، ولم أتمكّن من شراء أي عقار، وبالطبع لا أستطيع أن أسحب من مالي هذا "سنتًا" واحدًا، إضافة على ذلك يُقتطع شهريًا منّي دولاران رغم أن الحساب توفير. مع ذلك، أنا متفائلة جدًا لأن هناك مدافعين شرسين عن "سمعة لبنان المالية"، مع احتفاظي بحقّي القانوني في معرفة نوع نشاط الشركة التي يبدو أننا كشعب استثمرنا فيها دون علمنا، فهل تبيع شركتنا السويسرية "الساعات" والليالي والأيام من عُمرنا، أم نبيع "الشوكولاته"، ربّما هذا سبب انتشار أغنية "وزّع شوكولاته وطعمينا"؟ "شوكولا من أجل السلام" هذا هو عنوان الفيلم الذي يتم تصويره في كندا حاليًا آخر أعمال المخرج السوري الراحل حاتم علي الذي يحكي قصة عائلة سورية مهاجرة تغلّبت على المصاعب وفتحت مصنعًا للشوكولاته، فاعتبر رئيس الوزراء الكندي ذلك "مثال لاندماج" للاجئين العرب في كندا. تجارة رابحة، يتم تصدير الأسلحة والحروب إلى منطقتنا، مقابل تصديرنا اللاجئين والسكاكر.. الحلوى مقابل السلاح والبقاء في الحكم. الحُكم لفلاديمير بوتين الذي لم يصله صوت المجلس الأوروبي بـ"الإفراج الفوري" عن معارضه أليكسي نافالني، ولم يسمع صوت أكثر من 3 آلاف متظاهرًا اعتقلوا خلال احتجاجات اندلعت في 60 مدينة. هذا طبيعي لأنه كان يسبح في مياه جليدية تبلغ حرارتها 20 درجة مئوية تحت الصفر والأعصاب باردة كالثلج. امنحني يا ربّ برودة الأعصاب هذه وأنا أقرأ تعليقات وتغريدات "الانفلونسرز" الذي يرثون المذيع الأمريكي لاري كينغ، حيث يتسابق "الشباب" على نقل التعازي وتقديم المواساة إلى بعضهم البعض، مشيرين إلى رحيل "صديقهم" الإعلاميّ البالغ من العُمر 87 عامًا. نعم صديقهم، يبيعون لنا المعكرونة والعطور عبر سناب شات، بينما صديقهم الراحل أجرى نحو 50 ألف مقابلة في حياته المهنية التي استمرت 60 عامًا، الفرق بسيط والعزاء واجب. لا عزاء لرئيس الوزراء الإيطالي الذي انتقد بشدّة التأخير في توريد لقاحات كوفيد-19 إلى بلاده، واصفًا ذلك بأنه أمر "غير مقبول" بالتزامن مع مشاكل في الانتاج لشركتي فايز وأسترازينيكا وعدم قدرتهما على توصيل اللقاحات على النحو المتفق عليه. يبدو أن تنافس الحكومات على تأمين حصّتها من اللقاحات لشعبها تُشبه حرب النجوم حيث الدفاع الاستراتيجي مرتبط بأجهزة الحرارة. وحرب النجوم السلسة السينمائية الشهيرة، انتقلت من المجرّات السماوية إلى كوكب الأرض بهدف مكافحة العنصرية، حيث غرّد حساب حرب النجوم قائلًا: "مجتمع حرب النجوم لدينا هو مجتمع الأمل ويشمل الجميع"، دعمًا منه لـ"كريستينا آرييل"، التي تستعد لتقديم برنامج مناهض للعنصرية مؤكدّة على "دور البيض في دعم العنصرية". استعدّوا للحرب بين الأسود والأبيض مجددًا، فالزمن يسير إلى الخلف والدليل أنه تم تعليمنا مجددًا كيف نُغسل أيدينا بالماء والصابون، وحرب النجوم بدأت.