17 سبتمبر 2025

تسجيل

وداعاً ملك الإنسانية

25 يناير 2015

بعد أن كرّس كل حياته لخدمة وطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية على حد سواء، وسخر جهده لتعزيز التضامن العربي والإسلامي والسعي إلى الحفاظ على وحدة الصف والكلمة ونبذ الخلافات والفرقة والتطرف، رحل عنا يوم الجمعة الماضي رجل الإنسانية والحكمة والخير الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى مثواه الأخير ، كان رحمه الله صرحاً شامخاً متحلياً دائماً بالحكمة والحنكة وسداد الرأي في معالجة الأزمات التي واجهتها الأمة العربية والإسلامية والدفاع عنها، فلم تكن جهوده مقتصرة على أبناء وطنه بل سخرها لخدمة العرب والمسلمين أينما كانوا ، ولابد أن نذكر أن فقيد الأمة الملك عبد الله بن عبد العزيز كان قريباً من شعبه، يرى ويرعى أوضاعهم، أرسى العدل بينهم فأحبوه وأخلصوا له، احترم إنسانيتهم فزادهم وطنية ووفاء، خصص الكثير من ميزانيات الدولة لتنفيذ الكثير من المشاريع التنموية العملاقة من أجل رفاهية المواطن، ومن أجل صنع غدٍ كريم للأجيال المقبلة، أحبه شعبه وأطلقوا عليه الكثير من الألقاب والأسماء التي تعبر عن مدى حبهم وتقديرهم له، سموه ملك الإنسانية، ملك الخير، وملك العطاء. يذكر لنا التاريخ أن هناك رجالاً غيروا مجرى التاريخ سواء لبلدانهم أو للعالم عامة واحتلوا مكانة كبيرة في نفوس أبناء الشعب وبقوا في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل لما قدموه من إنجازات لشعوبهم ، ويقال أيضاً إن الملوك العظماء يكتبون تاريخاً عظيماً لهم ولأوطانهم ، وقد كان عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- ملكاً عظيماً قاد المملكة العربية السعودية، هذا الوطن العظيم ، وأسس خلال قيادته الحكيمة لمستقبل وطن يعتمد على أبنائه ، وكيف لا وهو من بذل جهوداً مكثفة وأدواراً مشهودةً له في الدعوة الى حوار الحضارات ، ونبذ الإرهاب من خلال تأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب ، فهذه الجهود تهدف في مجملها إلى إشاعة السلام والتعايش بين الأمم والشعوب .فعندما يبكي العالم رحيل عبدالله بن عبدالعزيز ، فنحن لا نبكي اعتراضاً على قضاء الله وقدره بل نبكي حباً للذي فعل الكثير من أجل الأمن والأمان ، وندعو له: اللهم اغفر لمن خدم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناتك واجزه عن ما قام به من جهود في خدمة اﻹسلام والمسلمين خير الجزاء ، فقد حققت المملكة العربية السعودية الشقيقة في عهده الزاهر نهضة ونمواً وازدهاراً جعلتها تتبوأ ما تستحقه من مكانة مرموقة، جعلتها في مصاف الدول المتقدمة ، ولا ننسى ما قدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله - من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين وعلى رأس ذلك مشاريع التوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين، التي يسرت على المسلمين أداء مناسك الحج والعمرة بكل راحة ويسر ، حيث أمر وبإشرافه الشخصي باستكمال مشاريع التوسعة في ثلاث سنوات لتيسير مناسك الحج والعمرة على جميع المسلمين من ضيوف بيت الله ، جعلها الله في ميزان حسناته إن شاء الله . صوت :اللهم احفظ المملكة العربية السعودية بحفظك وأدم عليها وعلى كافة بلاد المسلمين الأمن والأمان وأعن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ووفقه وسدد خطاه واشدد عضده بأخيه مقرن وبشعبه المخلص دائماً.