31 أكتوبر 2025
تسجيلبادرة تحسب لوزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك بتنظيم رحلة عمرة للمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة الذين تصرف لهم معونات من الضمان الاجتماعي، تلك الفكرة أبدعتها السيدة نور المنصوري من إدارة المسنين وذوي الإعاقة عندما شعرت بما لهؤلاء من بركة في كل بيت وبما يعانونه من انشغال الأبناء والبنات كل فيما يخصه، وأمنيتهم بزيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة، خاصة أن العديد من هؤلاء قد مضى وقت طويل منذ أن وطئت أقدامهم تلك الديار المقدسة، فهي فرصة لا يمكن تفويتها عليهم! فبدأت بمهمة صعبة لاختيار الفوج الذي سيلتحق بهذه الرحلة، خاصة إذا علمنا أن من يشملهم الضمان الاجتماعي من هذه الفئة كُثر، ولكن بالتعاون وجهود من مسؤولي الوزارة والإدارة استطاعت أن تختار من تسمح حالتهم الصحية بالسفر، فكانت رحلة العمرة باختيار موفق. وبتكاتف الجهود بين الوزارة وفاعلي الخير الذين يسعون دائماً لتحقيق رسالة الخير وضمان وصولها لمستحقيها متمثلة في جمعية الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني الخيرية، وتكامل تلك الجهود بتحمل نفقات السفر جواً والمواصلات من قبل حملة الفرقان الخيرة التي تسعى دائماً لتكون في المقدمة في خدماتها وأعمالها الخيرية، وتعاون المجلس الأعلى للتعليم في هذه الرحلة الخيرة بدعمها بالدكتورة أمينة الهيل كمرشدة نفسية تؤدي دورها في دعم هؤلاء الآباء والأمهات وتواصلهم مع أبنائهم وغيرهم من نفس الفئة. وبدأت الرحلة، وكان القائمون عليها كالنحلة الدؤوبة في عملها، بدءاً من السفر من الدوحة واستقبالاً في مطار جدة الدولي بتسهيل كل الأمور الخاصة بهؤلاء الآباء والأمهات والذين لم تزل ألسنتهم تلهج بالدعاء طوال الرحلة لهؤلاء المشرفين، مع الدعاء للقيادة الحكيمة لدولتنا الغالية التي غرست بذور الخير في نفوس أبناء الشعب، وجمعت قلوبهم على التعاون وحب الخير، ومن ثم كان المشرفون يؤدون عملهم على أكمل وجه ولا تكاد تلتفت يمنة ويسرة إلا وتجد أحدهم أمامك يسأل عن طلباتك واحتياجات الآباء والأمهات بدءاً من السيد علي عيسى المهندي الذي كان في استقبال فوج الرحلة في المطار وإبراهيم موسى ود. أمينة الهيل وباقي المشرفين من مكة الذين لم تكن الابتسامة تفارق محياهم، ولا روح المرح تختفي من نفوسهم، والذين أرادوا أن تكون تلك الرحلة غير قاصرة على الوجود في الحرم المكي الشريف فقط، بل استثمر الوقت بزيارات سياحية وتعليمية يستشعر من خلالها فوج الرحلة الأماكن المقدسة التي شهدت ولادة الإسلام، بدءاً من ولادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتعبده في غار حراء ونزول الوحي عليه فيه، وبدء رسالة الإسلام داخله، وما عاناه رسولنا الكريم من قريش، وغار ثور الذي اختبأ فيه عن أعينهم بعد فراره من مكة إلى المدينة، وكيف أنه عانى الأمرين في ذلك ومن ثم التعرف على أماكن مناسك الحج كزيارة جبل الرحمة بعرفات والمزدلفة ومنى، والمساجد الموجودة في تلك المناطق، خاصة مسجد البيعة الصغير الذي يحتضنه مجمع الجمرات. لقد كانت بحق رحلة عمرة مقبولة بإذن الله أسعدت قلوبا ظنت أنها قد نسيت ولم يعد يتذكرها أحد، ولكن أخلفت تلك الظنون، فهم البركة والخير وأساس كل حياة، ووجودهم يشعر الإنسان بالراحة وخدمة كلها خير. في ختام الرحلة ونحن نودع هذه البقاع الطاهرة، تلهج الألسن بالشكر والدعاء بالتوفيق لكل من قام بهذا العمل الخيري، وشارك بتكاتف الجهود من أجل نجاح الرحلة، ولا ننسى في هذا المجال جهود القنصلية القطرية في جدة متمثلة بسعادة القنصل العام فيها الذي عمل على راحة الفوج، من خلال تخليص إجراءات السفر حتى يغادر وهو في راحة نفسية وحتى تكتمل الصورة الرائعة التي رسمت من قبل القائمين على هذا العمل الخيري، فبارك الله في تلك الجهود وجزى الله كل من قام وعمل وقدم بكل الخير والثواب.