10 سبتمبر 2025

تسجيل

دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الفن

24 ديسمبر 2023

هل الذكاء الاصطناعي تهديد لنزاهة الفن، أم أداة لتحرير العمل الإبداعي؟ كيف يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز فهمنا وتقديرنا للفن؟ هل يمكن للفن أن يتعايش مع التكنولوجيا بسلام، في وقت لم تعد حركات الفرشاة على لوحات الرسم حكراً على البشر، بل أصبحت الخوارزميات الآن تلعب هذا الدور. ويترك الذكاء الاصطناعي انطباعًا دائمًا في عالم الفن ويثير نقاشات حول الأصالة وجوانب التعبير الفني. هل نحن أمام بداية عصر فني جديد، أم أنها مجرد فترة انتقالية تشير إلى تغيرات في إبداع الإنسان؟ في حين لا تقتصر قدرة الذكاء الاصطناعي على التقليد، بل تجاوز خصائص معينة من الإبداع الإنساني، باتت الخوارزميات تستكشف مجموعات بيانات فنية ذات مقياس كبير، وتلتقط أنماطاً معقدة لإنشاء إبداعات فريدة، فهي قادرة على رسم مناظر غير واقعية تتحدى الجاذبية، وبذلك تتحدى المفاهيم المسبقة حول الأصالة من خلال محو الفروق بين الفن الاصطناعي والفن البشري. وفي هذا الإطار، يثير غياب لمسة الفنان الإنساني العاطفية سؤالاً حول معنى الأصالة. هل يمكن لصورة تم إنشاؤها على شاشة الحاسوب بدون حركات الفرشاة أن يكون لها نفس التأثير العاطفي؟ وهل السحر الحقيقي يكمن في قدرته على استحضار الإحساس والتفكير والاتصال بدلاً من مصدر الإبداع؟ إلا أن دور الفنان لا يزال حيوياً في هذا الميدان الديناميكي للفن، حيث يمكنه استغلال الذكاء الاصطناعي كأداة توسع حدود الإبداع وتلهم تعابير جديد، من خلال استخدام مهارات الذكاء الاصطناعي للتجريب، وتطوير أفكار جديدة. وقد استخدمت المؤسسات الثقافية والإبداعية الذكاء الاصطناعي في تصميم معارض افتراضية، وإصلاح الأعمال الفنية التالفة، وتقييم تجارب الزوار، في خطوة تبرهن على إمكانية تخطي الحواجز وزيادة متعة الفنون حول العالم. فهمنا لدور الذكاء الاصطناعي في مجال الفن سيتطور بمعية تطوره، وسيكون مليئاً بالنقاشات حول الملكية، والأخلاقيات، وفكرة الإبداع نفسها. وسط هذا العدم، هناك شيء مؤكد: الذكاء الاصطناعي ليس هنا ليحل محل الفنانين، بل هو هنا ليتعاون معهم، محققاً عهداً جديداً من التعبير الفني الذي هو أكثر تنوعاً وأكثر توفراً من أي وقت مضى.